التحابب في الله تعالى و الأخوة في دينه، من أعظم القربات، و لها شروط يلتحق بها المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى، و بالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى، وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلى، قال تعالى: " و ألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألّف بينهم".
لكل مسلم على أخيه المسلم حقوقا، و هذه الحقوق أوجبها عقد الإسلام، و صارت لكل مسلم بهذا العقد حرمة، لا يحل لأحد أن ينتهكها، و قد أتت جملة من هذه الحقوق، و بيان لهذه الحرمة من كلام النبي صلى الله عليه و سلم، فمن ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : " حقّ المسلم على المسلم ستّ : إذا لقيته فسلّم عليه، و إذا دعاك فأجبه، و إذا استنصحك فانصح له، و إذا عطس فحمد الله فشمته، و إذا مرض فعده، و إذا مات فاتبعه " (متفق عليه)، و في بيان حرمة المسلم، و ما لا يجوز للمسلم أن يقع فيه مع سائر المسلمين قوله صلى الله عليه و سلم :" إياكم و الظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث، و لا تحسّسوا، و لا تجسّسوا، و لا تنافسوا، و لا تحاسدوا، و لا تباغضوا، و كونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره، التقوى ههنا … و يشير إلى صدره، بحسب امرئ من الشرّ أ يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه و عرضه و ماله " (رواه الشيخان)، إنّ عقد الأخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين، و يترتب على هذا العقد حقوق المال و البدن و اللسان و القلب، و بمراعاة هذه الحقوق تدوم المودة و تزداد الألفة، و يدخل المتعاقدين في زمرة المتحابين في الله، و ينالان من الأجر و الثواب ما أسلفناه.