أصبحت حديث المجتمع , دخلنا عالمها الغريب ,تنافسنا عليها , فهذا اللون موضة , وهذه التسريحة جديدة, وهذا الماكياج فرنسي, نذهب إلى المصممة الفلانية, أو السوق الفلاني أو الدكتور الفلاني ..... وكلها كلمات وعبارات من المدح والثناء تطرب مسامعنا فندفع المبالغ الهائلة من الأموال في ساعاتقليلة , ثم ماذا .....؟
نحن أجساد بلا عقول , كل واحدة تنظر إلى الأخرى حتى لا تكون أفضل منها في ماذا ...؟ عباءتها المزخرفة , أو حواجبها الصينية , أو أظافرها الملونة , أو حذائها اللامع . تنافسنا على الدنيا , انتشر بيننا الحسد والغيرة والكراهية , فصرنا نبحث عن السعادة والراحة والاطمئنان ولا نجدها. والسبب في ذلك أننا ابتعدنا عن ديننا وعادتنا وتقاليدنا. فصارت عقولنا فارغة , وصدورنا ضائقة , وبيوتنا فاقدة , وفي الحديث الشريف , (من أصبح والآخرة همة جمع الله شملة , وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمه , ومن أصبح وهمه الدنيا فرق الله شمله, وجعل فقره بين عينيه , ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له) فأوقاتنا في هذه الأيام أوقات لهو وأكل وشرب وضياع , قال الله تعالى ( مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ) التوبة : 38
فكثيرون منا هم أحياء ظاهراً ولكنهم كالأموات , لأنهم لم يدركوا سر حياتهم ,فلم يقدموا لأمتهم ولا لأنفسهم خيراً في الدنيا ولا في الآخرة , قال الله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله)النساء : 95 وكثير من الناس يظنون أن المنازل الفاخرة وكثرة الأشياء من حولهم وجميع المسليات والمرغبات هي سبب السعادة ,وهؤلاء مخطئون , فهذه
الأشياء سبب همومنا ونكدنا ,قال الله تعالى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه)طه: 131 ,فنحن لم نخلق عبثاً , بل لشيْ واحد ألا وهو عبادة الله , قال تعالى:( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات : 56, فنحن نبيع الدنيا بالآخرة , دنيا زائفة بجنات الخلد , فأين نحن من أمهات المؤمنين , فلننظر ماذا فعلن , وماذا نفعل نحن , قال الرسول صل الله عليه وسلم : ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ) مجلة المتميزة
صحيفة التعليم
موضة 2009
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/206705/