إنّ الله تعالى خلق الدنيا وجعلها دار ممرٍ وليست بدار مقرّ، وحفّها بالمحن والابتلائات وغمرها بالمصائب والفتن.. لحكمة جليلة ذكرها الله تعالى في قوله : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور } [ الملك : 2 {
فالدنيا هي دار التكليف والعمل وليست بدار النعيم والأمل.. ومع ذلك فقد غفل كثير من المسلمين عن تلك الحقيقة !فترى الناس إذا أقبلت عليهم المصائب يسخطون على قدر الله ولايرضون بالقضاء والقدر
فالصبر خلق وصفة أساسية في حياة المؤمن، يُعرف به حقيقة الإيمان وحسن اليقين بالله، وهو نصف الإيمان، وخلقاً فاضلاً من أخلاق النفس، وقائداً للنفس إلى الطاعة الله، صارفاً لها عن معصيته .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان نصفان، نصف في الصبر، ونصف في الشكر"(7). وقال ابن القيم رحمه الله: "فإن رأس الشكر التوحيد ورأس الصبر ترك إجابة داعي الهوى". ولذلك جمع المولى عز وجل هذين الخلقين في قوله تعالى: "إِنَّ ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ"(الشورى30).
صارت حاجة الناس إلى الصبر لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر على طاعته، الصبر عن معصيته، والصبر على قضائه وقدره، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .