لا أشك بنيتك في إرادة الفلاح لهم،ولكن ..أي فلاح – يا ترى- تقصد؟
أهو فلاح ونجاح دراسي بحت؟ عملي بعد ذلك؟..
بالأحرى نجاح دنيا فقــط !!!
أم أن هم الآخرة قد أخذ بلبك فوجه سيرك في تربيتك لأبنائك؟
إن أعظم وأعز فلاح يصدح في الآفاق ، وتترنم به الآذان ، وتستعذبه القلوب هو "حي على الصلاة، حي على الفلاح" ..إي والله إنها الرقي كله.
قل لي بربك كيف سيكون فلذة كبدك لو تشرب قلبه حب الصلاة منذ نعومة أظفاره، لاشك أنها ستكون جزء من كيانه ، بل إنها ستبني وتحافظ على مستقبله الإيماني في أهم علاقة..علاقة العبد بربه ؛ ليواجه بها ظروف الحياة وتقلبات الزمان بقوة المسلم المتعلق بمولاه.
إن الصلاة مدرسة تعبدية سلوكية مهمة تعالج الأخلاق وتقوم السلوك وتعمق القيم والمبادئ ؛ قال تعالى"وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" (العنكبوت،آية:45).
إنها من أهم العلاجات السلوكية والمعرفية لأنماط كثيرة من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتوتر فهي بنظامها الفريد تقود الفرد لأن يصل إلى استقرار عاطفته ووجدانه، وبث الطمأنينة والسكينة في نفسه؛ فيصل الطفل إلى سن المراهقة وقد بنيت بداخله قلاع حصينة ضد أعدائه من شياطين الإنس والجن؛ وبمثل ذا تُبنى الأمم وتشرف الحضارات.
فاستعن بالله..وبادر لتكسب معهم وفيهم فلاح الدارين،والله ولي التوفيق.