بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان :أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )رواه البخاري و مسلم .
إن الحب في الله والبغض في أصل من أصول الإيمان ،وهو أوثق عرى الإيمان و في الحديث (أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض في الله )حديث حسن .
فالحب لله هو أن تحبه لله لا لأنه قريب لك أو بينك وبينه مصلحة أو منفعة وإنما تحبه كونه مستقيم على طاعة الله ، وتبغض العاصي ولو كان قريب تبغضه بغضا دنيويا .وللحب في الله ثمار منها تحقيق أوثق عرى الإيمان ،وتذوقا لحلاوة الإيمان ،والدخول في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في حديث السبعة (رجلان تحابا في الله )،ومنها محبة الله وولايته والنجاة من فتن الاتباع (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
فحب الله وحب رسوله وحب المسلمين من أعظم الفرائض والواجبات التي على المسلم التمسك بها لا الحب الزائف الذي انتشر في هذا الجيل المعاصر وهو الحب من أجل الشهوات ومن أجل المال أو الشهرة أو القبيلة والقرابة ،فأن كان منهم أحبوه ولو كان تاركا لدينه ومن لم يكن منهم ابغضوه ولو كان صالحا تقيا قال تعالى (ولكن الله حبب إليكم الإيمان و زينة في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ).