قال الله عز وجل في كتابه الكريم ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
وقال سبحانه فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حولك
ان الدعوة في سبيل الله من اشرف الأعمال وهي مهنة الأنبياء ومن سار على نهجهم واقتدى بهداهم , ومما يزين الدعوة ويفتح لها ابواب القبول ان تكون بعلم وهدى من الله وتزين بالحكمة وتغلف بالرفق واللين فإن اللين مادخل في شئ الا زانه ومانزع من شئ الاشانه وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "
فالداعية المتأني الرفيق يكتب له القبول في موعظته اتباعا لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام في الدعوة ,ولا يُفهم من الحكمة في الدعوة أنها تعني الرفق ، والحلم مع المدعو فحسب ، بل إن مراتب الحكمة تتجاوز ذلك كثيرا.
ومن الحكمة ان يستخدم الترهيب اذا احتاج الامر واستدعت الحاله ,
فالداعية الحكيم يعرف متى يستخدم الاسلوب المناسب لان الحكمة تقتضي وضع الشئ في موضعه , ومن الحكمة ايضا مراعاة اعمار المدعوين فإن الداعية الناجح هو الذي يعطي توجيهاته على حسب مدارك المدعو وبأسلوب مقبول محبب للنفس
ومن الحكمة ايضا المجادلة بالتي هي أحسن من ضرب الأمثلة ، وبيان الحق بالأدلة العقلية والنقلية ، وإعطاء الحجج الصادقة، ونقض الحجج الباطلة، مع تحري الوصول إلى الحق
وعلى كل الاحوال يجب على الداعية ان ينوع بأساليبه التي تتناسب مع احوال المدعوين وان يصبر على الدعوة وعلى الاذى روى البخاري عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال: ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.