قد يعترض معترض ويقول تخصصك ليس في العلم الشرعي . أعترف بذلك لكن كل ما قرأته وسمعته كان من علماء شرعيين ، وهذا لا يمنع من احترام الرأي المخالف وتقدير عرف المجتمع .
اليوم عادت المسألة إلى الواجهة الإعلامية مرة أخرى ، وتصدى الشيخ الدكتور أحمد الغامدي- مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقا – بنشر أبحاثه الشرعية على الناس ، ولاشك أنه مقتنع تماما بما يرى وبما ينشر بحكم ما يملك من أدوات البحث الشرعي ، والمتأمل بعين الروية يرى أن الشيخ الغامدي لم يخرج من دائرة الشريعة ، وأن الخلاف في هذه المسألة قديم ومبثوث في كتب العلم وليس جديدا ، ربما صراحته وجرأته استفزت المخالفين ، لكن هذا لا يعني مروق الرجل من الدين وخروجه من الملة . وإعطاء المبرر للتهجم على الرجل .
في تاريخنا الإسلامي كثير من قصص العلماء الذين اضطهدوا من أجل أفكارهم وآرائهم فالإمام مالك جُلد من أجل رأي ، والأمام أحمد بن حنبل سجن وعذب من أجل رأي ، والأمام ابن تيمية كذلك سجن من أجل رأي. “رحمهم الله جميعا” .
ورأي الشيخ الغامدي كما يقول العلماء: هو خلاف معتبر ، فلماذا التجريح والسب والشتم والتهجم بشكل لا يليق بمسلم ؟ قالوا قديما : ” لا إنكار في مسائل الخلاف ” ، وقالوا أيضا : ”خلاف الرأي لا يفسد للود قضية ” فلماذا يفسد الود مع باحث شرعي قال برأيه واجتهد ؟! .فإن اصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وحسابه على الله ، ويتولى العلماء الرد عليه مع الاحتفاظ بحق الأخوة الإسلامية