قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (الفرقان،64)
قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
وقيام الليل له شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , ومدح الله تعالى أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل .
وقد حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه في أحاديث كثيرة ، فمن ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ) رواه مسلم (1163) .
فكم نحن بحاجة لمثل هذا العمل في زماننا هذا مع كثرة المشاغل والملهيات , فمتى ما هدأ ليلنا , وسكن ما حولنا نفرُ من مشاغلنا إلى بارئنا نطرح حاجاتنا بين يديه , ونتذلل له ونظهر ضعفنا وفقرنا وقلة حيلتنا , فهو والله سعادة , فمن جرب هذا العمل استشعر اللذة والقرب والخشية , واحتقر الدنيا وملذاتها .
يا ساهر الليلِ إن الليل مُرتحِلٌ
والعمرُ عمّا قريب سوفَ يرتحِلُ
فاجعل نصيبك من ليلٍ تُسامرهُ
صلاةَ وترٍ بها تسمو وتبتهـــل
صحيفة التعليم
لذة الركعات في جوف السكون
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/205543/