قال الله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الأَلْبَابِ [آل عمران إن الله عز وجل بحكمته ورحمته خَلَقَ الليلَ والنهار، والشمس والقمرَ، والظلماتِ والنور، والشتاء والصيف؛ لحِكَمٍ عظيمة، ومنافعَ جسيمةٍ، فهذه المخلوقات من آياته، ودلائل قدرته وعظمته وتوحيده، فيها مصالحُ للعباد في ليلهم ونهارهم، في أمور دينهم ودنياهم. يقول ابن الجوزي وابن القيم رحمها الله " ومن آياته سبحانه وتعالى الليلُ والنهار،وهما مِن أعجب آياته، وبدائع مصْنوعاته؛ ولهذا يُعيد ذِكرهما في القرآن" وروى الإمام أحمد من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الشتاء ربيعُ المؤمن) ؛ وأخرجه البيهقي وغيرُه، وزاد فيه: (طال ليلُه فقامَه، وقصر نهارُه فصامَه) فلماذا كان الشتاء ربيع المؤمن ؟ لأن المسلم يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزِّه قلبَه في رياض الأعمال الميسَّرة فيه، يصلح دينُ المؤمن في الشتاء؛ بما يسَّر الله فيه منَ الطاعات؛ فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقَّة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش؛ فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقَّة الصيام، ففي المسند والترمذي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الصِّيام في الشتاء الغنيمة الباردة)، وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء. ومعنى كونها غنيمةً باردة: أنها غنيمة حصلتْ بغير قتال، ولا تَعَب ولا مشقة، فصاحبُها يحوز هذه الغنيمةَ عفوًا صفوًا بغير كُلفة . وأما قيام ليل الشتاء، فلطولِه يُمكن أن تأخذ النفْسُ حظَّها من النوم، ثم بعد ذلك إلى الصلاة، فيقرأ المصلِّي وردَه كلَّه من القرآن، . وصل اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين
صحيفة التعليم
ربيع المؤمن
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/205259/