( قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) | سورة طه (الآية :٨٤)
تأملتُ في موقف نبينا موسى عليه السلام، ووجدتُ فروقاً كبيرةً بيننا وبينه؛ هو استعجل مع أن موعدَ اللقاءِ لم يحِن بعد، ولكن الشوق للقاء الله ملأ قلبه، فلم يَطِق الصّبر والانتظار، وفضل التقدم على قومه!
أيّ حبِ هذا في قلبه، بل أيّ لهفةٍ جعلته يسابِق القوم! أحَبّ - عليه السلام - الله حُباً أسْلبه التفكير عمَا سواه، وهل يكون الحبّ إلا هكذا ؟!
كلٌّ منّا يقول بأنه يُحب الله ولكنّ حُبه قَولاً وتَقليداً والفعل عن ذلك غريب. تعال مَعي، ودعنا نتفكّر سوياً في الأمور التي نحبها ونمضي بعجالة لها، دعنا نُقارن ليتبين لنا صدق الحبّ ومنِ المَحبوب فعلاً.
نحن نعجل في الذهاب إلى السوق حتى لا تفوتنا فرصة التخفيضات، أو انتهاء التشكيلات و"الموديلات" المرغوبة إليس كذلك ؟؟ أما نعجل في الحَجز والتفكير في أي المناطِق والبلدان التي سنقضي إجازتنا بها ؛ حتى لا تفوتنا أفضل العُروض السّياحية،أليس هذا هو واقعنا ؟
أما نعجل في حَجز أفضل القُصور لإقامةِ الحفَلات لنكونَ الأفضَل والأرقَى بَين الناس؟! أليس هذا ما يحصل و يحدث فعلاً؟
نحن نعجَل بشهرين أو أكثر في جميع الأمور ونغفل – إلا من رحم ربي – عن أمر واحد؛ ألا وهو طَلب رضى الرحمن.
ألم يحن الوقت لنركن الدنيا ونسارع لرضا خالقها، ألم يحن الوقت لنعود إليه فيشملنا بعفوه وغفرانه؟ هلَّا عجلنا إلى ربنا ليرضى؟ ماذا ننتظر؟!