تعد الأسئلة الصفية من أهم الأساليب المستخدمة ضمن طرائق التدريس التي تساعد على تنمية مهارات المتعلمين في اكتشاف الحقائق واكتساب المعلومات وتطبيقها في المواقف المتنوعة، كما أنها من الأساليب المفيدة في ترسيخ المعلومات وتوضيح ما خفي منها.

وحيث إن الاتجاهات الحديثة في التربية تؤكد على أهمية تربية المتعلمين على الاعتماد أنفسهم للوصول إلى المعلومة ؛ أي تعليمهم كيف يتعلمون ليصبحوا مستقلين في تعلمهم وتفكيرهم.

لذا كان لزاماً التعرف على أنواع الأسئلة والأسلوب العلمي في التعامل معها لتؤثر بشكل مباشر في تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين ؛ حيث وجد أن هناك ارتباط تام بين مستويات التفكير التي تظهر في إجابات المتعلمين على أسئلة المعلم وبين أنواع الأسئلة التي يوجهها المعلم .

كذلك أوضحت مجموعة من الدراسات وجود تأثير كبير لأسئلة المعلم على الأساليب الأخرى لدى المتعلمين ؛ فإذا كان المعلمون يركزون في أسئلتهم على تذكر الحقائق فمن غير المتوقع أن يفكر المتعلمون تفكيراً ابتكارياً .

أهداف الأسئلة والتدريبات  الصفية في الرياضيات :

1. التقديم للموضوعات الجديدة  لربطها بالخبرات السابقة بطرح أسئلة تحدد مستوى المتعلمين للانطلاق للمعلومات الجديدة .

2. تعويد المتعلمين على الاكتشاف وتنمية مهارات التفكير لديه .

3. تنمية الاتجاهات المرغوبة وتكوين الميول الإيجابي للاعتماد على النفس في الوصول للمعلومة .

4. جعل التقويم ذا هدف وقيمة .

أنواع الأسئلة الصفية لمادة الرياضيات :

أولاً : أسئلة شفهية وتنقسم إلى :

1. أسئلة المقدمة والمدخل إلى الدرس : أسئلة تذكيرية وليست اختبارية لربط المعلومات السابقة مع المعلومات الجديدة  ليسهل القيام بالنشاط وتسلسل الدرس ويفضل أن تسجل القواعد  والنتائج على جانب من السبورة  وألا يزيد الوقت المخصص لها عن خمس دقائق .

2. الأسئلة المتنوعة خلال الشرح التي تجذب المتعلمين للمشاركة والانتباه لفقرات الدرس .

3. الأسئلة المركزة نهاية الدرس لإعطاء خلاصة لما تم دراسته وربط العناصر المختلفة .

مهارات صياغة وطرح الأسئلة الشفهية:

1. التمهيد للسؤال بإثارة انتباه المتعلمين وجذب اهتمامهم.

2. توجيهه للجميع وعدم اختيار المجيب قبل طرحه ، وتوجيهه عشوائياً ولا بأس من تكراره.

3. شمول الأسئلة المطروحة للمستويات المختلفة التي حددها بلوم في الجانب المعرفي .

4. عدم ترك فاصل طويل بعد طرح السؤال لتحديد المجيب مما يهيئ مرتعاً خصباً للفوضى .

5. اختيار الوقت المناسب لطرحه بحيث يسمعه الجميع ، وتكون أذهانهم حاضرة لفهمه .

6. جذب المتأخرين دراسياً والمنطوين ودفعهم للإجابة ومساعدتهم على تجاوز الحواجز التي تمنعهم من مشاركة زملائهم .

7. أن يحافظ على النظام فلا يسمح للمتعلمين أن يجيبوا عن السؤال الذي يطرحه إجابة جماعية حتى لا تتحول حجرة الدراسة إلى ميدان للهرج والمرج .

8. أن يوجه بعض الأسئلة السهلة للمتعلمين ذوي المستويات المنخفضة في التحصيل حتى يجيبوا عليها إجابة صحيحة تعيد إليهم الثقة في أنفسهم والرغبة في التعليم وفي الاشتراك في الدرس مشاركة فعالة .

9. تكرار السؤال الواحد أحياناً على أكثر من تلميذ ، لأن ذلك يزيد وضوح ورسوخ  المعلومات في أذهان المتعلمين ، وإذا  أجاب أكثر من تلميذ إجابة صحيحة عن سؤال واحد ، فعليه أن يوضح أن جميع الأجوبة صحيحة .

المبادئ التي تساعد المعلم على تلقي إجابات المتعلمين بفهم ووعي كاملين :

1- الاستماع بعناية لما يقوله التلميذ ، ثم مطالبته بتقديم الأمثلة التي تؤيد إجابته ، وفي حالة تقديم التلميذ إجابة خاطئة أو ناقصة يصمت المعلم ليدرك التلميذ ذلك .

2- الابتعاد عن الطالب المجيب لئلا يتسبب في تعثره وإرباكه مع إعطائه فرصة كافية للتفكير في السؤال وعدم الانتقال السريع لطالب آخر حتى لا يدفع المتعلمين للإجابة العشوائية بدون تفكير .

3- امتداح الإجابة الصحيحة ، لأن الإثابة الفورية تعزز الإجابات الصحيحة ، وتسهم في إشراك التلميذ في الحوار بينه وبين المعلم في المواقف التدريسية التالية .

4- من الأفضل ألا يعلن المعلم للتلميذ بأنه أخطأ في إجابة السؤال ، وإنما يوجهه بعبارات مثل ( أريد إجابة أدق ) ، أو ( هذه ليست الإجابة المطلوبة ) ، وبذا يضمن المشاركة الفعالة للتلميذ في المواقف التالية .

5- تقديم بعض الإيحاءات والتلميحات الصريحة أو غير الصريحة التي تساعد التلميذ على تقديم إجابات صحيحة .

6- عدم مقاطعة التلميذ في أثناء الإجابة ، أو إبداء بعض الإشارات الجسمية أو الانفعالية التي تثير تهكم المتعلمين عليه .تجميع إجابات أفراد المتعلمين عن الأسئلة وتلخيصها بلغة واضحة وسهلة لمجموع الفصل .

7- ألا يقبل جواباُ غامضاً من أي تلميذ عن السؤال الذي يطرحه ، بل يطلب منه توضيح المعنى القائم في ذهنه بعبارات واضحة ، فإذا عجز هذا التلميذ فيوجه السؤال إلى غيره من المتعلمين .

8- عند إجابة التلميذ عن سؤال يطرحه المعلم ، يمكن لبقية المتعلمين أن يستفسروا من المعلم ، أو من هذا التلميذ عما خفي عن أذهانهم ، أو غير الواضح في هذه الإجابة ، بشرط أن    يتم ذلك بطريقة منظمة لضمان حفظ النظام

ثانياً : تدريبات تحريرية  وعملية وتنقسم إلى :

1) النشاط القبلي : يتم تقديمه للمتعلمين خلال فترة زمنية محددة في بداية الدرس ليقومون بالتفكير الإفرادي فيه لإثارة المشكلة لديهم وتعويدهم على القراءة والتحليل للوصول إلى القاعدة أو المفهوم ، ثم تتم مناقشته بصورة جماعية وتسجل القاعدة على السبورة في إطار أو بقلم مميز ويناقش المتعلمين حوله حتى يتم التأكد من رسوخه في أذهانهم قبل الانتقال إلى الأهداف الأخرى .

2) الأمثلة المحلولة لتحقيق الأهداف : يقوم المعلم بحلها على السبورة بمشاركة المتعلمين لتحقيق أهداف جديدة ، ويفضا استخدام الأمثلة المحلولة في كتاب المتعلم ليستطيع الطالب أن يكتب ملاحظاته وتعليقاته على كتابه دون أن ينقل كل ما يكتب على السبورة .

3) التدريبات المستخدمة لقياس مدى تحقق الأهداف : أسئلة وتدريبات يتم اختيارها بعناية بعد الانتهاء من تحقيق كل هدف لقياس مدى تحققه ويقوم المتعلمون بحلها بالاعتماد على أنفسهم في فترة زمنية محددة ، ودور المعلم الإشراف والمتابعة والتصحيح وتحفيز المتعلمين على التنافس بإعطاء تقاد ير لكل حسب تفوقه ويجب أن يراعي المعلم فيها الجوانب التالية :

• تجزئة فقرات التمارين وعدم أعطائها دفعة واحدة بل بقدر الحاجة .

• أهمية التحفيز ودوره في إثارة الدافعية لدى المتعلم للمشاركة الإيجابية .

• إمكانية إشراك أكثر من متعلم في حل التمرين الواحد كمجموعة .

• يفضل أن يحل المتعلمين التدريبات في كراساتهم والبعد عن إخراجهم على السبورة لما في ذلك من إهدار لوقت الدرس بجانب محدودية فائدتها إلا في بعض الأمور البسيطة .

4) التدريبات التعزيزية ( التغذية الراجعة ) : تمارين أو فقرات يختارها المعلم لتعزيز تحقيق الأهداف ويمكن اختيارها من التمارين العامة أو من عند المعلم بحيث يلجأ إليها المعلم عند الضرورة ومتى ما ساعده الوقت على ذلك .

5) التدريبات العامة نهاية الوحدة :تدريبات عامة يتم اختيارها بعناية نهاية كل وحدة دراسية بهدف ربط عناصر هذه الوحدة وقياس مدى تحقق أهدافها وتشخيص نواحي الضعف وعلاجها ، ويجب أن يراعي المعلم في تقديمها مايلي :

• الإعداد الجيد للدرس وتحديد الأهداف بدقة بحيث تكون أكثر عمومية من أهداف الدروس .

• استخدام طريقة التدريس المناسبة ويفضل طريقة حلقات التعلم (التعاوني أو الإثرائي ) .

• تخصيص حصة أو أكثر لها .

• عمل خلاصة للوحدة قبل البدء في توجيه الأسئلة مع رصدها على السبورة .

• أهمية المتابعة والإشراف على أعمال المتعلمين مع تخصيص فترة زمنية لكل تمرين مع التصحيح والتحفيز .

• التركيز على التدريبات التي تشمل أكثر من فكرة وتربط أكثر من درس من دروس الوحدة .

• تنويع الأسئلة بين مقالية وموضوعية .

مهارات صياغة وطرح الأسئلة التحريرية :

1- الدقة في اختيار أسئلة وتمارين التقويم بحيث تقيس الأهداف ، وتتيح المجال لعمل تغذية راجعة عند تبين عدم تحقق الهدف.

2- عدم الانتقال من هدف لآخر قبل التأكد من تحقق الهدف .

3- متابعة التدريبات والتمارين الفصلية خلال الدرس للتأكد من مدى تحقق الأهداف .

4- إعطاء الطلبة فرصة  كافية للحل والتفكير الإفرادي بالاعتماد على أنفسهم .

5- إعطاء تمارين شاملة نهاية كل وحدة تدفع الطلبة إلى التفكير والبحث وربط المواضيع المختلفة كما تقيس قدراتهم العقلية ومدى تحقق أهداف الوحدة .

من إعداد رئيسة الشؤون التعليمية بمكتب التربية والتعليم بالعرضية الجنوبية

الأستاذة جميلة الصّباغ