إن حسن الخلق عبادة عظيمة يغفل عنها بعض الناس والله أمر به ورغب فيه فقال سبحانه( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا). وأثنى على أهله فقال (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك فقال (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي وحسنه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في حسن الخلق. قال أنس (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا) متفق عليه. وقالت عائشة واصفة رسول الله (كان خلقه القرآن) يعني كان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ). وحسن الخلق هو بذل المعروف وكف الأذى. فجمع حسن الخلق في أمرين عظيمين: بذل الخير وكف الشر ، فبذل الخير يدخل فيه الصدق والأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم وحسن العهد والوفاء والمكافأة على المعروف وغير ذلك من خصال الخير. وكف الشر يدخل فيه احتمال الأذى وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك. قال الحسن البصري "حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال". وقال ابن المبارك "هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى". وقال الإمام أحمد "حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحتد" وفسره أيضا "أن تحتمل ما يكون من الناس" والمسلم يحرص على التحلي بحسن الخلق تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم.وكذلك دخول الجنة: فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم (ما أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق) رواه الترمذي وصححه. وأيضا ثقل الميزان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي) ر واه الترمذي وصححه. .كمال الإيمان: قال رسول الله علي والمؤمن يثاب في الآخرة على حسن خلقه إذا احتسب الأجر من الله وأخلص العمل له . وينبغي على المسلمين أن يحرصوا أشد الحرص على التحلي بحسن الخلق من صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد والعدل والإنصاف فإن ذلك له أثر عظيم في تحسين صورة الإسلام لدى الكفار ودخولهم فيه ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل الإحسان إلى الناس وسيلة في سبيل نشر الدين ويتألفهم عليه بالمعروف والقصص مشهورة في ذلك. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بقلم / صالحه محمد حسن سالم
حسن الخلق
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/197124/