يسير الإنسان في هذه الحياة مسير بأقدار الله لا مخير بإختياراته وقراراته ... مهما اجتهد وحاول الإختيار فالأمر كله عائد إلى تدبير المولى جل جلاله .... فالفشل مكتوب والنجاح مكتوب وليس فيه حيلة ولا إلى التغيير سبيلاً ... فالرضى مع التوكل واليقين وبذل الأسباب والإستعانه بالله منهج للسلام النفسي والروحي إزاء أي قدر ...فالنفس مطمئنة واثقة بأن الخير فيما كتب وأنه الدرجة والسلم للوصول إلى المراد وأنها الخير أو أنها الرد عن الشرور ....الرضى طريق النفس المطمئنة القانعة التي تعمل وتجتهد والقلوب متكلة متيقنة بكل مايجري لها مع الثناء والحمد .....فأقدار الله ماضية.. رضي العبد أم سخط قنع أم جزع ...لله حكمته في تدبير أمور خلقه.. وهو الأعلم سبحانه فعدم الرضى والتسخط لن يغير مسار الحياة والأقدار بل ستجري وتقع .. ففي الرضى منهج السلام النفسي مع جهل الحكم الخفية التي قد تتبين لصاحبها بعد حين ...قال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام في حزنه {إنما اشكو بثي وحزني إلى الله ...}ثم قال {واعلم من الله مالاتعلمون} تجلى حسن الظن بالله والعاقبة الحسنة والثقة بماعند الله والعوض منه خيراً ....فالرضى بالحال والرضى بالمسكن والرضى بالعمل وأمور الحياة مطلب ديني مهم للسلام النفسي ....
الكاتبة
بقلم : ليلى باطاهر