الإسلام يوافق الفطرة الإنسانية السليمة فانه يدعوا إلى التوازن والاعتدال والتسامح قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) ومن بين مظاهر الاعتدال دعوة الإسلام إلى التوفيق بين المطالب الدنيوية والواجبات الأخروية قال الله تعالى ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)القصص(77) ثم يرغب في تحقيق التوازن بين العبادات والعمل قال تعالى (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الجمعة 10 والتوازن بين الكسب والإنفاق قال تعالى { وَاَلَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } الفرقان 67
فالوسطية هي المنهج الرباني ، والنظام الكوني الإلهي ، وسنة اللَّه في خلقه ، وهي تنسجم مع الفطرة الإنسانية ، ولذلك فالخير كلُّه في الوسطية التي جاء بها الإسلام للأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء ، في كل زمان ومكان . وقد بلغت الوسطية الإسلامية
هذا المقام في حضارتنا ، لأنها بنفيها الغلو الظالم والتطرف الباطل ، إنما تمثل الفطرة الإنسانية الطبيعية في براءتها ، وفي بساطتها ، وبداهتها ، وعمقها ، وصدق تعبيرها عن فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها ، إنها صبغة اللَّه .
فالوسطية تمثل الاعتدال والتوازن والبعد عن التشدد والتهاون، وهذا المنهج نابع من فهم الإسلام فهما طبيعيا كما ارتضاه لنا الله تعالى وبلغه لنا نبي الرحمة ورسول الإنسانية، محمد صلى الله عليه واله وسلم والوسطية صفة هذه الأمة المحمدية وشعارها قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً” (البقرة 143) . وهي من ثمار التوازن بين الإفراط والتفريط . فوسطية الإسلام تستلزم الابتعاد عن الإفراط والتفريط في كل شيء ، لأن الزيادة في الأمر إفراط ، والنقص عنه تفريط ، وكل من الإفراط والتفريط خروج عن جادة الطريق .
جابر أحمد الشهراني