ما أكثر ما ندفن من الأموات ولا نتعظ،وما أكثر ما نسمع في الموت ولا نستعد،وما أكثر الفراق دون أن نتذكر،يقول أبو العتاهية:
عجبا عجبت لغفلة الباقينا
إذ ليس يعتبرون بالماضينا
مازلت ويحك يابن آدم،دائبا
في هدم عمرك منذ كنت جنينا
ولاشك في أنه من أكبر أسباب هذه الغفلة زينة الدنيا،وزخارفها،لذلك قال الرسول–صلى الله عليه وسلم-:"ما الفقر أخشى عليكم،ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم،فتنافسوها كما تنافسوها،فهتلككم كما أهلكتهم"(متفق عليه) ويمثل الإمام ابن الجوزي الموت بالعقارب التي تلسع،ولكن حب الدنيا وكثرة الأمل يقسي القلب حتى إنه يفقد الشعور فيقول:"عقارب المنايا تلسع،وخدران جسم الآمال يمنع،وماء الحياة في إناء العمر يرشح"
فالموت يقترب من كل منا كل يوم منذ أن كنا أجنة في بطون أمهاتنا،وعقارب المنايا تلسعنا كل يوم ولكن حبنا للدنيا يفقدنا الشعور بأهمية الاستعداد للموت،وتجنب لسعه.
دلال ابراهيم الطخيس