من الصعب تحديد مفهوم العنف الأسري تحديداً دقيقاً، غير أنه يمكن القول بأنه العنف الموجه لواحد أو أكثر من أفراد الأسرة ذاتها أو أحد منها . وهو أحد أشكال السلوك العدواني وممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد مما يترتب عليه علاقات قوة غير متكافئة داخل المحيط الأسري . ويعتبر العنف الأسري ظاهرة غريبة وجديدة على مجتمعاتنا العربية طرقت أبوابنا في الآونة الأخيرة بشدة . ولا ترفض الإنسانية سلوكاً كما ترفض العنف بكل صوره وأشكاله خاصة التي تقع على الطفل والمرأة ، باعتبار أن الرفض هنا هو رفض فطري وغريزي وليس مجرد قانوني لأن الجاني لا يتعدى على نص قانوني بقدر ما يطعن الإنسانية ذاتها في صميم وجدانها . العنف ضد المرأة وهو السلوك الموجه للمرأة سواء كانت زوجة أو أماً أو أختاُ أو ابنه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على سواء نتيجة لسيطرة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. وبالرغم من التغيرات التي طرأت على أوضاع المرأة في المجتمع الحديث ، فأن طبيعة العلاقة التي تحكم المرأة بالرجل داخل الأسرة لازالت تحكمها بقايا علاقات العبودية التي تأسست تاريخياً مع نشأة الملكية الخاصة وسيطرة الحضارة الذكورية في ظل سيادة النظام الأبوي الذي أعطى السلطة المطلقة للرجل وفرض على المرأة الخضوع بالقوة ، والمرأة مظلومة بالفعل ، فهي تعاني من قهر مستمر يبدأ في بيتها وينتقل أشد عنفاً إلى بيت زوجها. والمرأة تتحمل غالباً كل ما يقع عليها من أعباء. وأشير هنا أن المجتمع لعب دوراً رئيسياً في تفاقم هذه الجريمة حيث أن الخلفية التي ينشأ عليها الرجل بأن ضرب زوجته حق مشروع له فأحد أساليب التأديب تمنحه الحرية المطلقة في ممارسة العنف، إضافة إلى العادات والتقاليد تعد محفزات رئيسية للعنف حيث أن الثقافة السائدة توجب على المرأة التحمل وهذا ما جعل المرأة تلزم الصمت وتحجم عن التبليغ . إضافة إلى عدم وجود المساندة من الجهات الرسمية التي تقف في أغلب الأحيان إلى صف الرجل سواء في المحاكم أو أقسام الشرطة . كما يؤكد مختصون أن عدد النساء اللاتي يتعرضن للعنف في تصاعد ، حيث ذكرت تقارير صادرة عن منظمة العفو الدولية وجود مليار امرأة في العالم يتعرضن للعنف بشتى صوره بما يعادل ثلث نساء العالم ،و لأن السعودية جزء من هذا العالم ، فإن المؤشرات على وجود انتهاكات ضد المرأة ظهرت بصورة ملموسة ، لذا قامت الدولة متمثلة بوزارة الشئون الاجتماعية بإنشاء بما يسمى ادارة الحماية الأسرية ويقوم حالياً مركز النهضة للخدمات الاجتماعية بعمل دراسة رسمية حول العنف ضد المرأة السعودية و قامت ا للجنة النسائية بجمعية النهضة النسائية بتجهيز دار مخصصة لحماية النساء والأطفال من العنف الأسري. ولكن لا زالت إمكانياتها محدودة نظراً لمحدودية الإمكانيات المتاحة . وتشير الإحصائيات أن الدار قد استقبلت حتى العام الماضي 152 حالة . أيضاً أنشأت جمعية حقوق الإنسان حديثاً وقد تلقت منذ بدأ نشاطها وحتى الفترة الحالية أكثر من 1164 قضية متعلقة بالعنف الأسري بقلم / أزهار حسن احمد الرزقي
مفهوم العنف الأسري
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/196472/