الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد:
حقيقة الصبر وحال الناس معه:
الصبر هو: حبس النفس عن الجزع واللسان عن الشكوى والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما , وهو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.
حال الناس مع الصبر فمنهم من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به أقوى من صبره عما لايضره فيصبر عن مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعي هواه إلى إرتكاب ما نهي عنه..فكثير من الناس يصبر على مشقة الصيام في الحر وعلى مشقة قيام الليل في البرد، ولا يصبر عن نظرة محرمة.
وللصبر فضائل كثيره منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب ، فكل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال : { والله يحب الصابرين}. وجمع الله للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم وهي الصلاة عليهم ،ورحمته لهم، وهدايتهم إياهم، قال تعالى:{ وبشر الصابرين(155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولائِك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولائِكَهم المهتدون} ]البقرة: 155-157[.
وللصبر أنواع ثلاثة كما قال أهل العلم وهي:
أما الصبر على الطاعات فهو: صبر على الشدائد لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبادات فهي تكره الصلاة بسبب الكسل وإيثار الراحة وتكره الزكاة بسبب الشح والبخل وتكره الحج والجهاد للأمرين معاً فالصبر على الطاعات وصبر على الشدائد، والعبد يحتاج إلى الصبر على طاعته في ثلاثة أحوال:
وأما الصبر عن المعاصي: فأمره ظاهر ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات وعن الوقوع فيما حرم الله.
وأما الصبر على البلاء: يكون بحبس اللسان عن الشكوى إلى غير الله تعالى، والقلب عن التسخط والجزع والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوها.
وأخيراً ..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الصبر وأن يجعلنا من الصابرين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
بقلم / محمد البراهيم