اصبر قليلا فبعد العسر تيسير.. وكل أمر له وقت وتدبير
مدار حياة المؤمن بين الضراء والسراء، ولذا قسم العلماء الإيمان قسمين صبر وشكر،وقد اقترن الصبر بالشكر في ختام أربع آيات في القرآن الكريم،
الأولى قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}* والثانية قوله سبحانه: {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}1* والثالثة: قوله تبارك وتعالى: {فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}2* ، والرابعة: قوله عز وجل: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}3*نلاحظ أن ثلاث آيات من هذه الآيات الأربع، جاءت في سياق النعم التي أنعم الله بها على عباده، في حين أن الآية الرابعة - وهي آية سورة سبأ - جاءت في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كفروا بأنعم الله، وجحدوا فضله ،وهكذا مقامات الدين كلها ترتبط بالصبر، فالصبر من أهم الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن حتى زادت على مئة موضع لأنه هو أساس وركيزة كل خلق أو فضيلة؛ فمثلا العفة صبر عن الشهوة، والزهد صبر عن فضول العيش ،والقناعة صبر على القدر، ففضائل الصبر لا تحصى فقد علق الله الفلاح به في قوله: {ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}، وأخبر عن مضاعفة أجر الصابرين على غيرهم فقال: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}،واختصهم بمعيته لهم فقال:{إن الله مع الصابرين} ،و جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم قال تعالى: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} وملائكته تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}،وأعظم من ذلك كله أنه سبحانه يحب الصابرين : {والله يحب الصابرين} وماذا بعد حبه سبحانه، اللهم اجعلنا من الصابرين أهل محبتك ومعيتك .
*إبراهيم 5 1*(لقمان:31) 2*(سبأ:19) 3* (الشورى:33).
بقلم /هناء عبد الله حماد العتيبي