احباط ،حزن ،ألم هموم وضيق يحاصرني،دموعي تنزل وحدها ..أريد أن أخرج بل ربما الخروج لا يكفي ..أريد السفر ربما يعيد لي السعادة ..نعم إنها السعادة حلم الجميع ومنيتهم،فما هي السعادة الحقيقية؟ أتراها فعلا في السفر؟في الاختلاط بالناس؟ أتراها في الأفراح والمناسبات؟ لا أعتقد ذلك يجلب السعادة الحقيقية ..قد يجلب سعادة وقتية سرعان ما تزول ويبقى الضيق ..لكن السعادة الحقيقية نجدها في :
- الإيمان والعمل الصالح قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ} [سورة النحل: 97].
- الإحسان إلى الخلق بالقول والعمل وأنواع المعروف فإن الله يدفع به الهموم والغموم عن العبد قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [سورة النساء: 114].
- الإكثار من ذكر الله، فإن ذلك من أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينة
القلب، وزوال همه وغمه،قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }. [سورة الرعد: 28].
- أن ينظر الإنسان إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من هو أعلى منه في الرزق والصحة وغيرها وقد ورد في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ) رواه مسلم.
- تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.
- الاعتماد والتوكل على الله والوثوق به والطمع في فضله، فإن ذلك يدفع الهموم والغموم، ويحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور الشيء الكثير.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم لتحقيق هذه أسباب السعادة لنحيا حياة طيبة في الدنيا ونفوز بجنة ربنا في الأخرى.
أختكم المحبة / منيرة عبد الله حماد العتيبي