في هدوء الليل وسكون الناس وأنت بين أطباق النوم، وإذا بصوت الأذان يخرق الآذان ليعلن عن "صلاة الفجر"؛ فإذا بك تستيقظ وتتوضأ وتلبس أجمل ملابسك، وتمشي بأقدامك إلى بيت الله تجيب داعي الله، وما إن تنتهي من الصلاة إلا والسعادة تملأ قلبك، والسرور يعلو على صفحات وجهك؛ لأنك وقفت بين يدي الله مصلياً وراكعاً وساجداً، وهكذا تجد أن السعادة في المحافظة على الصلاة، وصدق الله: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
وأما ذلك النائم عن الصلاة فإنه يصبح خبيث النفس، كسلان، مهموم، مغموم؛ لأنه لم يتمتع بلذة الصلاة، ولم يذق حلاوة المناجاة، وهكذا تصنع الذنوب في قلوب أهلها، فيا من أزعجته الهموم إن علاجك في صلاة الفجر.
هناك أمور تساعد على اداء صلاة الفجر في جماعة؛ أولها النوم مبكراً وترك السمر، ثانيها الحرص على آداب النوم كالنوم على طهارة وأداء ركعتي الوضوء والمحافظة على أذكار النوم والاضطجاع على الشق الأيمن ووضع الكف الأيمن تحت الوجه وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما أستطاع من الجسد بهما، وثالثها ابذر الخير تحصد الخير، فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم أو بر والدين و إحسان إلى جار أو صدقة سر, أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو سعي في حاجة مسلم كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر، ثالثها عدم الإكثار من الأكل والشرب، ورابعها الابتعاد عن المعاصي في النهار.