سعادة الإنسان في هذه الحياة في اطمئنان قلبه ، وراحة باله ، واستقرار خواطره ، وقد أرشد الله عباده في كلمة موجزة حكيمة إلى الوسيلة التي تحقق لهم هذه السعادة وتقيهم من عذاب القلق والاضطراب ، وآلام الجزع والهلع ، وشقاء الشك والارتياب ، فقال جل ثناؤه ، وهو أصدق القائلين : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد : 28 ] .وذكر الله الذي تطمئن به القلوب ، ليس هو مجرد ترديد اللسان لاسم من أسمائه ، أو صفة من صفاته ، وإنما هو تذكير ألوهيته وعظمته ، واستشعار رأفته ورحمته ، وقهره وعزته ، واستحضار حكمته في سننه ، وعدالته في قضائه.
فتذكر الله وصفاته وآيات رحمته وقدرته ، يحي الضمير ، وتستيقظ حاسة الخير ، وتسكن النفس إلى الحقائق ، وبهذا يطمئن القلب وتهون الشدة ، ويستحق الإنسان معونة ربه وتوفيقه .فمن أراد الله له الخير ، وَفَّقه إلى أن يكون على ذكر بربه في كل حالاته ، فيحيا ضميره ، ويطمئن قلبه ، وتستيقظ حاسة الخير فيه ، ومن أراد الله به السوء أغفل قلبه عن ذكره ، فاستسلم لهواجسه ، واستحوذت عليه وساوسه وشكوكه ، وكان أمره فُرطًا – أي بعيدًا عن الصواب ، غير
واقف عند الحدّ الذي حده ربه ، { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً }[الكهف : 17 ] .
بقلم / أمامة القطاش