بدايتها عطاء، فإخاء و هناء، ورحمة للمحتاج، يرق قلب صاحبها برئفة تملئ الوجدان، رب رحيم جعلها بالفؤاد، ترنوا للخير لكل العباد، تمسح دمع كل مكلوم وفقير ويتيم ومعسر ، نرى بلسمها بنتائجها فسبحان ربي جل في علاه، اوصى بها من اسلم به ، صدقة" للمحتاج بما تجود به يدا المؤمن ، عطائها و عائده خير، تجسيد يتلاحم بها المسلم مع اخيه، سبقنا بها رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم، وصحابته الأبرار الغر المحجلين، فلا تكاد تحصر، أبوابها كثير ومنافعها أجل و أعظم ،بسرها تكمن ، فعلا" من ابا بكر رضي الله عنه فتدمع العيون لذكر تفاصيلها ، روي في السير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( كنت أفتقد أبا بكر أيام خلافته ما بين فترة وأخرى، فلحقته يوما" فإذا هو بظهر المدينة – أي خارجها- قد خرج متسللا"، فأدركته وقد دخل بيتا" حقيرا" في ضواحي المدينة، فمكث هناك مدة، ثم خرج وعاد إلى المدينة، فقلت لأدخلن هذا البيت فدخلت فإذا امرأة عجوز عمياء، وحولها صبية صغار، فقلت: يرحمك الله يا أمة الله من هذا الرجل الذي خرج منكم الآن ؟ فقالت: أنه ليتردد علينا حينا، والله إني لا أعرفه ، فقلت: فما يفعل؟ فقالت: إنه يأتي إلينا فيكنس دارنا ويطبخ عشاءنا، وينظف قدورنا، ويجلب لنا الماء، ثم يذهب، فبكى عمر حينذاك، وقال: الله أكبر والله لقد أتعبت من بعدك يا ابا بكر ). قال تعالى:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274
نعم، إنه لتشريع إلهي حكيم من منهج اسلامي، يحث على الإنفاق لما فيه من سد حاجة الفقراء في كرامة وعزة، وتطهير لمال الغني ، وتحقيق التعاون بالبر والتقوى، وإبتغاء وجه الله دون قهر و إكراه.
بقلم : منال منيف محسن الحربي –كلية الدعوة و الإعلام -جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية.