العناية بالسنة الشريفة والعمل على تلقيها وحفظها وصيانتها من التلاعب والضياع، ضرورة يفرضها كونها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، ولا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر، والسنة الشريفة هي المبينة للأحكام الشرعية، والتعاليم الإسلامية عموما، فضلا عن وظيفتها الأساسية في بيان آيات الكتاب، بتفسير مجملاته، وتخصيص عمومياته، وتقييد مطلقاته، إذ لولاها لما اتضحت معالم الإسلام، ولتعطل العمل بالقرآن، ولما أمكن استنباط حكما واحدا بما له من شرائط وموانع .
فالحديث الشريف أوسع مصادر الفكر الإسلامي وأعظمها أثرا بعد القرآن الكريم، به
يعرف تفصيل ما جاء في الكتاب الكريم، ومنه تنكشف أسرار التشريع العظيم، وقد أكد الأئمة
على فضله والعناية به وحثوا أصحابهم على ذلك كثيرا، فتكرست الجهود العلمية الجبارة من العلماء والمحدثين على العناية بالحديث الشريف، فجمع منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
وأصحابه الأكرمين، على أيدي الأمناء والمخلصين .
ولقد ابتلاء الإسلام في مصدره الثاني منذ نهاية القرن الأول وحتى يومنا هذا، بطوائفَ لا حظَّ لها في الإسلام، تُنْكر حجية السنة، وتثير الشبهات حولها، على تفاوت منهم في هذا الإنكار، فمنهم من يَرُدُّ الأخبار من حيث هي أقوال وأفعال وتقريرات للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من ينكر خبر الآحاد، ومنهم من أنكر حجية السنة التي تأتي بحكم مستقل. وغيرهم كان إنكاره لحجية السنة من حيث الشكُّ في طريقها، وما يَلْحَقُ رواتها من خطأ أو وهم .
جوزاء الشمري
3 pings