( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً)
الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان ، والأفضل منه ما كان
بالقلب واللسان معاً ، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل .
ولاينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفاً من أن يظن به
الرياء بل يذكر بهما جميعاً ويقصد به وجه الله تعالى وقد
قال الفضيل بن عياض رحمه الله :" إن ترك العمل لأجل الناس
رياء ". ولو فتح على الإنسان باب ملاحظة الناس والاحتراز
من تطرق ظنونهم الباطلة لأنسد عليه أكثر أبواب
الخير ، وضيع على نفسه شيئاً عظيماً من مهمات الدين ،
وليس هذا طريق العارفين . إعلم أن فضيلة الذكر
غير منحصرة في التكبير والتحميد والتهليل ونحوها
بل كل عامل بطاعة فهو ذاكر لله تعالى .وقال عطاء
رحمه الله:"مجالس الذكر من مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع،
وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وماشابه هذا."
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال :" سبق المفردون،"قالوا
ومن المفردون يارسول الله ؟"قال:"الذاكرين الله كثيراًوالذاكرات.
بقلم / جميله سعيد القحطاني