بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك القدوس السلام، والذي أمر بصلة الأرحام، وجعلها من خصال الإيمان وحقوق الإسلام، وموجبات دخول الجنة دار السلام. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بعثه للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، -وصلى الله عليه وسلم -وعلى
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله وصلوا الأرحام توصلوا من الله تعالى بكل خير وإكرام وتنالوا رضا الله عز وجل ، وتتواصلوا بين الأبناء نحو الخير .
اخواتي في الله
:الرحم هي علاقة القرابة سميت رحمما لأنها داعية للتراحم أي الرقة والتعاطف والرحممة والتلطف ونتذكر سويا ان من أصناف أهل الجنة رجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وفي الحديث "أرحمموا ترحمموا" وفيه "الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحممكم من في السماء" وفيه "من لا يرحم الناس لا يرحممه الله".
ستنتج من ذألك القول الكريم بان غضب الله يحل على من قطع صله رحممه فان الله سبحانه يحرم عليه دخول الجنة.
فما اعظم ذألك الامر الذي نكون في غفله عنه بأسباب أومأ الى ذلك من امور التي لا تستحق ان تذكر
فصلة الرحم ما اسعدها وما اجمملها من شعور
فالجو الاسري والانتماء الى العائلة والكيان الاجتماعي فتتأثر وتؤثر به لان الانسان في بدأيه نشأته
يكون عباره عن اكتساب فان ما يكتسبه يوحده مع اهله واقاربه فهم سوف يحملون نفس العادات والتقاليد
فتؤمن بما يؤمنون وتحب ما يحبون على الاقل في بعض الامور تجمعكم رابطه الدم
اخواتي المؤمنات:
عن أبى هريرة ـ رضي الله ـ
أن رجلا قال
يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون علىَّ ؟!، فقال : لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تسفهم
الملَّ (التراب الحار)
، ولا يزال معك من الله ظهير(مُعين)
ذلك ). اخرجه مسلم عليهم ما دمت على
قال النووي : " .. كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه ، وقيل معناه : إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل ، وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم " ..
وفي الختام
اعلمي اختي الكريمة : أن العبرة بسلامة الصدر، وتقارب القلوب، ونقاء الطوية والسريرة، ولله در ابن عباس حين قال: "قد تقطع الرحم، وقد تكفر النعمة، ولا شيء كتقارب القلوب"؛ وفي رواية عنه: "تكفر النعمة، والرحم تقطع، والله يؤلف بين القلوب لم يُزحزحها شيء أبداً"؛ ثم تلا: "لو أنفقتَ ما في الأرض جميعاً ما ألفتَ بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم."
اللهم ألف بين قلوب المسلمين، واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفتن والآثام
ونسألك اللهم قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، ونسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، ونسألك من خير ما نعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وصلى الله وسلم وبارك على محمد صاحب القلب السليم، والقدر العظيم، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بقلم / فاطمة سفر الاحمري