الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
كثيراً ماكنا نسمع الصبر مفتاح الفرج ونقشت في أذهاننا أيضاً ولكننا حين نقف متأملين نعلم أننا قد بدأنا نفقد صفة عظيمة تحلى بها الأنبياء والرسل. بالرغم من كثرة ما يعتري المؤمن من مصائب لكنه بدأ يغفو عن الصبر متناسياً فضله وعواقبه ..
حين مرض نبينا أيوب عليه السلام قابل ذاك الإبتلاء بالرضاء بالرغم من جم ما أصيب به ولكن حين يزرع العبد بذرة الرضاء بقلبه حتماً سيجني ثمرة صبره كما هو الحال عند يعقوب عليه السلام حين فقد ابنه تألم حتى ابيضت عيناه ولكنه طالما كان يردد فصبر جميل والله المستعان فلم يرد يوسف فقط بل رد إليه بصره ليتعلم من سخط أن من ملك تلك الصفة سيرضى .,
فهذا إبراهيم عليه السلام ابتلي بأعز ملكه حين أمر بذبح ابنه فلم تكن محنة لإبراهيم عليه السلام فقط بل نال ذاك الابن الصغير منه أيضاً ولكنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون فأبدله الله بكبش أنزل إليه من السماء ,
هؤلاء صفوة خلق الله هم من أصيبوا بأشد أنواع الإبتلاء
فما بالنا نحن البشر نغمض تلك الأعين فلا نقرأ تلك المحن
التي أصيبوا بها .
لنتعلم ضبط أنفسنا ونفتح تلك الصدور رضاً وإحتساباً ونلجأ إلى الله حين نزول البلاء ونلتزم بأداب الصبر كما جاءت بها
الشريعة الإسلامية
وعن أبي سعيد وأبي هريرة؛ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته"
كل تلك القصص أوردت لنعلم أن الأنبياء فقط وهم صفوة خلق الله نالهم من الإبتلاء العظيم فجاء القرآن ذاكراً ذاك الرضاء الصادق منهم وجزاهم
قال الله تعالى ((فَاصْبِرْ كَمَا صبر أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)) سورة الأحقاف
قال الله تعالى ((وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)) سورة الإنسان
فلما نتغافل عن قول رسولنا ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له))
وأختم قولي بأن الصبر نصف الإيمان وضابط للنفس فهنيئا لمن رزق به .
بقلم / سارة العميرة