الحلقات القرآنيه وآداب حافظ القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد..
فلقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجالس الذكر وأنها الطريق الموصل للحياة الطيبه حيث قال " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفت بهم الملائكة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده"
والحلقات القرآنيه كأحد التجمعات الهادفة التي تمكّن الطالب من تعلم القرآن ومدارسته على الوجه الصحيح وتحفظ لنا أولادنا من الانحراف والضياع، حيث يقضون فيها أوقات فراغهم، وهي مظهرٌ من مظاهر عناية الأمة بكتاب الله تعالى وعلى معلم الحلقة أن يلتزم بأخلاق المسلم لأنه محل قدوه صالحه يهتدي به الطلاب وأن يراعي الفروق الفرديه بينهم ويرسخ لديهم سلوكيات وآداب منتهلا بذلك هدي القرآن الكريم.
ويتميز حافظ القرآن ومعلمه بالخيرية فقد صح عن رسول الله أنه قال « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ "
وعلى حافظ القرآن أن يكون أحسن الناس أدبا وتأدبا وأن يتعاهد التلاوه والحفظ ويعمل بما فيه أناء الليل وأطراف النهار حتى ينال شرف الماهر بالقرآن. وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ » فأهل القرآن العاملون به المتدبرون لآياته وأحكامه العاملون بها هؤلاء هم صفوة الناس، وهم أهل الله وخاصته كما قال عليه السلام « إِنَّ للهِ أَهْلِينَ». قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: « أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ»(26)، فينبغي أن نفهم هذا المعنى وألا ننزله إلا على مَن يستحقه.
وقد جاء هذا الوصف لمن قرأ القرآن وعلمه؛ لأن القرآن خير الكلام والعلوم؛ فتعلمه وتعليمه خير من تعلم غيره من سائر العلوم؛ لأنه مشتمل على علوم شتى؛ مثل: علوم الاعتقاد والفقه والتفسير والتاريخ... فهو أفضل العلوم بالنسبة إلى غيره من العلوم الأخرى ولكي نصل إلى الثمرة المرجوة، ونستطيع أن نحقق أهدافنا التربوية في الحلقات، لا بد أن تتكاتف وتتظافر أربعة أطراف يسند بعضها بعضا، ويأخذ بعضها برقاب بعض: "إدارة الحلقة، والمعلم، والطالب، ووالده" أربعة أطراف لها بصماتها المؤثرة في إنجاح الدور التربوي للحلقة القرآنية، فلا بد أن تسعى إدارة الحلقة –أولا- إلى اختيار المعلم الناجح الذي يجمع بين الكم العلمي والحس التربوي، وأن يكون الإشراف على الحلقة متكاملا في كل النواحي، من الناحية الفنية والشكلية، وأيضا من الناحية التربوية والعلمية التي كثيرا ما تتجاهلها إدارة الحلقة.
وفي علاقة الإدارة مع المعلم ينبغي أن يراعى جانب التربية والكيف بالإضافة إلى الكم، وأيضا يكون الذي يتابع المعلم أعلى رتبة علمية وتربوية من المعلم، فيكون صاحب تجربة معروفة وطويلة قدر الإمكان،ويأتي بعد ذلك دور المعلم التربوي المباشر في علاقته مع الطالب -الطرف الثالث- بأن يسعى إلى غرس القيم القرآنية في الطالب، يشعره فيها بالأخوة الصادقة والسعي من أجل مصلحته، ويأتي في الأخير دور الطرف الرابع في إتمام المسيرة التربوية، وهو "أب الطالب" حيث يسعى الأب إتمام علاقته مع جميع من سبق بدءا من ابنه الذي استودعه في هذه الحلقة، وأيضا مع معلمه وإدارته.
حيث يراقب تطور ابنه التربوي، ويسعى إلى تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة التي تلقاها في الحلقة، حتى تتكامل الثمرة وتنضج، وينبغي أن تسعى الإدارة والمعلم إلى التواصل المستمر مع ولي أمر الطالب لمناقشة حال الطالب واطلاع الأب على المستوى الذي وصل إليه، حين تتكامل هذه الأطراف، ويؤدي كل طرف دوره المناط به فإنه أدعى لإنضاج الثمرة.
بقلم / نجلاء الهندي
15/10/2014 2:14 ص
لا يوجد وسوم
0
3944
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/194415/