الحب طاعة المحب للحبيب ، فأن لم يكن هدفك إرضاء الحبيب فأنت لست بمحب ، فهل سألت نفسك يوما متى أهيج بحبي ، وأزداد بطاعتي ، وأخضع لربي ؟
عبآد الله ؛
أنا أؤمن بأن جميعنا لدينا بذرة خير بقلوبنا تنتظر منا أن نسقيها لتنمو و تكبر وتتفرع ومن ثم تثمر ، ولكن هذه الدنيا أغرت الكثير إلى أن نسي حكمة وجوده في هذه الأرض و إلى أن نسي لما خلق ؟
أشعرت يوما بلذة الطاعة ، بلذة بذلك للخير لوجه الله لأنك تريد فقط إرضاء ربك تريد أن يحبك تريد فقط أن ينظر إليك بكامل رضاه عنك ،
هل جربت يوما لذة الطاعة؟ تستيقظ في ساعة متأخرة من الليل لكي تقابل ربك وتناجيه في ظلمة الليل تدعوه تستغفر لذنبك تسجد تتذلل له ومن ثم تشعر وكأن قلبك يطير في السماء كالطفل الذي لا يعرف من هموم الدنيا شيء هذا ليس من عالم الخيال ، بل هذه هي لذة الطاعة ؛تلذذ بحبك أبني قصورا من الأستغفار كنوزا من الأعمال قدم لنفسك ولا تفوت على نفسك هذه اللذة فأنا أقر بأنك لو شعرت بها مره واحده فقط سوف تدمنها ، أنها عالم من الراحة عالم من السعادة لأنك ستشعر لحظتها بأنك قريب جدا من الله ستشعر بأنه يحفظك يحميك وستشعر أن حبك له ينمو في جوارحك وليس قلبك فقط ، ينمو في أفعالك وليس في كلامك فقط ستشعر أنك قوي جدا بربك مطمئن جدا بذكرك مؤمن بقضاء ربك لأن قلبك حي بالله .. أنها لذة القرب ، لذة العبادة ، لذة الشوق للجنان ؛
قال بعض السلف : إني لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشي وتقر به عيني من مناجاة من أحب وخلوتي بخدمته والتذلل بين يديه ، وأغتم للفجر إذا طلع لما أشتغل به .
وقال أخر مبديا حزنه وتأسفه : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب مافيها ، قيل: وما أطيب مافيها ؟قال: محبة الله ومعرفته وذكره .
وقال أبو فراس الحمداني :
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
ولكي نصل إلي هذه اللذة يجب أن نبلغ مابلغه السلف : أولها ؛ مجاهدة النفس ، والأكثار من النوافل ، وصحبة المجتهدين وترك البطالين ، وتدبر القرأن ، والأكثار من الخلوة بالله تعالى ، وترك المعاصي والذنوب ، والدعاء ؛ فهو سبيل الراغبين و وسيلة الطالبين الشفيع الذي لا يرد والسهم الذي لا يطيش ، فمتى فتح منك باب فقد أراد بك خيرا كثيرا فأرفع يديك لمولاك و أضرع إلى ربك بقلب خاشع مع قصد وتوجه وتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله و لا يرد سائله أن يمن عليك بلذة العبادات ولذة الطاعات ؛ ولذة الحب و يملأ بها قلبك و نفسك وروحك .
وأخيرا لنجعل شعارنا في هذه الحياة :
( لذة الطاعة .. جربتها ؟ ) .
بقلم / نورا العُبيد .
1 ping