الطلاق هو انفصال عش الزوجية وابتعاد الزوجين عن بعض وترك أبنائهم يعيشون في فجوة اجتماعية لا ترحم، وهو قضية كبرى المتضرر الأول والأخير فيها المرأة والأبناء، فعلاوة على ما يخلفه الطلاق من مشكلات نفسية واجتماعية مزمنة للمرأة قد تحتاج لوقت طويل كي تزول وربما تدخلها في دوامة قد لا تستطيع الانعتاق منها إلى الأبد؛ فإنها في المقابل قد تخرج من بيتها وقد أهدرت كافة حقوقها، ووأدت كل طموحاتها وأحلامها وبخاصة إذا كان الطليق ممن نزعت من قلوبهم الرحمة، وحلت مكانها القسوة وحب الانتقام، في ظل غياب شبه كامل لفرض ما يلزم الزوج بتسريح طليقته بإحسان وإعطائها كافة حقوقها طبقا لأحكام الشرع المطهر.
الوضع حاليا يؤكد أن الرجل في الغالب هو من يفرض الطلاق على المرأة وبشروطه التي يمليها من موقع القوة حين يضيق عليها ويسيء معاملتها، ويهدر حقوقها وما عليها في النهاية سوى الرضوخ والرضا كرها بمصيرها المجهول رغبة في الفكاك من جحيم ذلك الزوج.
كي نتصور مصائب الطلاق وكوارثه أرجو أن يضع كل واحد منا نفسه - أبا أو أما - في الموقف ذاته - لاقدر الله - فماذا ستكون ردة فعل أحدنا حين تدخل عليه ابنته أو أخته مطلقة ومعها جيش من الأطفال، ونفسيتها منكسرة، ودموعها تسيل على خديها، وحقوقها مهدرة، والخوف يملأ قلبها خشية لوم اللائمين وشماتة الشامتين، وعيونها زائغة ولا تدري تلك المسكينة أي مصير ينتظرها، حيث مجتمع لا يرحم يعاني من فوبيا المطلقة والتي لا تصلح في نظره أن تكون زوجة فمن ذا الذي يقبل بها إلا رجل مسن (هذه هي النظرة المعوجة للمجتمع).
لحل تلك المعضلات لابد من إنشاء جمعية - يعترف بها رسميا - تعنى بحقوق المطلقات والدفاع عنهن في المحاكم.. وإنشاء محاكم مستعجلة للفصل السريع في هذه المشكلات.. وإلزام المطلق بالنفقة ويمكن اقتطاع جزء من راتبه شهريا إذا كان موظفا.. أو إحضار ضمان بنكي.. وفي حالة تنصله من مسؤولياته تعطى المرأة حق الولاية على أبنائها.. ويمكن فرض مؤخر صداق على كل حالات الزواج يحفظ للمرأة حقها ويضمن مستقبلها.
المرأة ضحية الطلاق الكبرى
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/194073/