مما لا شك فيه أن الوقت في أيامنا مع التقدم التقني المذهل الهائل أصبح أثمن مما كان عليه في الماضي , فرتم الحياة أصبح سريعا والوقت أضحى مـن الموارد المحدودة لـدينا والتـي تخضـع لقـانون الـفرصة الـبديلة والذي يجبر الشخص على أن يختار أفضل استعمال لهذا المورد المحدود .
قال الله عز وجل " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " ذلكم نصيحة ربانية بأن النتيجة في الحياة خسارة مؤكدة إلا إذا انتبه الإنسان لهذا الوقت واستثمره كما أراد الخالق سبحانه وتعالى . قال العلماء : الوقت من ذهب , فلا تشتري به ثمنا رخيصا .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ." لن تزول قدما عبدا يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال , عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه , وفيما أنفقه , وعن علمه ماذا عمل فيه ؟
هذا ومما استجد علينا في هذا الزمن من تقنيات كمواقع التواصل الاجتماعي وجميع ما توصل إليه العلم في هذا المجال قد سلبت كثير من الناس أوقاتهم الثمينة , كما أبعدت الكثير عن ذكر الله ولهتهم عن فروض الله ناهيك عن القيل والقال والنميمة والغيبة وكيل الاتهامات للأفراد والدول حتى وصل الأمر للتعدي على الخالق عز وجل في علاه .
ومن أهم أسباب انغماس كثير من الناس في هذا الوحل . ضعف الأيمان لأن ذلك يجر بعده إلى إتباع الهوى فيكثر هذا الإنسان مما تهواه نفسه إذا كان مباحا كالصيد , وطول الأمل , يقول الحسن البصري : "ما أطال أحد الأمل إلا أساء العمل " ويقول ابن القيم " إضاعة الوقت من إطالة الأمل " كما وإن عدم إدراك أهمية الوقت أدت لنكرانه والتهاون فيه يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شي ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي " وقيل :إن من علامات المقت إضاعة الوقت .
لا يخفى عليكم الفوائد الجمة من التقنيات الحديثة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي ولكن ما أصبو إلية في هذه الكلمات العابرة إنما هو ضياع الوقت فيما لا فائدة فيه بعيدا عن ذكر الله الواحد الأحد والقيام بما فرض الله علينا من الواجبات خلف هذه الملهيات .
حرره / فهد ادريس البوري