حري بنا حفز الهمم كي تفيء إلى أمر الله وتستعد لصد هجمات عدوها قبل أن ينهار بناؤها , لنبدأ باللبنة الأولى لتنشئة الأجيال بالحصانة الدينية و الفكرية والنفسية ألا وهي الأم الصالحة ذات المكانة البارزة في تنشئة المجتمع .
فلا عجب أن الإسلام كرم الأم و أعز مكانتها كما قال في كتابه الكريم : ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) لقمان:14
فذلك لما للمرأة المسلمة من دور كبير وفعال في مواجهة الغزو الفكري في منزلها ويكمن في ما يلي :
1- ترسيخ العقيدة الإسلامية في أبنائها وتعزيز مبادئها وأسسها ومحاربة التشكيك وتزوير الحقائق كما كان دور المرأة منذ 1400عام والإقتداء بأمهات المؤمنين كالسيدة عائشة رضى الله عنها .
2- العمل على شغل أوقات الفراغ حتى لا يبقى متسع من الوقت لمثل هذا العبث .
يقول ابن القيم رحمه الله يجب أن يجتنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر وعز على وليه استنفاذه منه , فتغيير العوائد من أصعب الأمور , والعمل على إيجاد البدائل الجيدة والمفيدة .
3- تشديد الرقابة على الأبناء والحذر من الإفراط في التدليل والترف والتنبيه بعدم مصاحبة جليس السوء .
4- أن تنمي في نفوس أبنائها الذاتية الإسلامية التي تنأى بها عن التبعية والتقليد الأعمى للآخرين وأن يتبعوا سياسة الانتقاء الواعي في كل ما يستوردونه , فلا يأخذون إلا ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
5- الأخذ بعين الاعتبار أن مواجهة الغزو الفكري هو ضرب من ضروب الجهاد فيجب أن يكون خالصاً لوجه الله وابتغاء مرضاته
6- التحلي بالصبر والتقوى فهو من أبرز وسائل الدعوة ومن أعظم الطرق الموصلة إلى النجاح .
لذا فقد أمر الله عباده عامة بالصبر والتقوى في قوله تعالى :
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ((2)
7- التحاور مع الأبناء أولاً بأول وذلك لمعرفة مشاكلهم والعمل على حلها بحيث يتم التقارب بين الآباء والأبناء وتتلاشى الفجوة الناتجة من إهمال الآباء للأبناء .
8- تيسير أمور الزواج لضمان العفة والاستقرار النفسي والعقلي للشاب والفتاة والحرص على تعليم الشاب والفتاة حقوقهما وواجباتهما الشرعية في الإسلام .
زينب الربيعان