ما أحوجنا إلى الاستغفار والتوبة خاصة في أوقات الفتن وتكالب الأعداء، فلا نصر من غير توبة ولا نصر من غير أوبة ولا نصر ولا تمكين من غير تقوى، وكلنا ذاك الرجل المقصر المذنب
تذكر قبل أن ترتكب ذنباً وإذا وقعت في الإثم تذكر وإذا تبت إلى الله تذكر بنعمة الله عليك ، وتذكر مراقبة الله لك ، تذكر أن الله يراك فهو العليم الخبير يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
وتذكر أن النصر لا يتم إلاَّ بالتوبة كيف لا وهو الذي يرفع البلاء فما نزل بلاء إلاَّ بذنب وما رفع إلاَّ بتوبة وتحقيق ذلك بالاستغفار، وتأمل ماذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه لما فتحت قبرص إحتبى بحمائل سيفه فجعل يبكي، فأتاه جبير بن نفير، فقال : ما يبكيك يا أبا الدرداء ؟ أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، ؟ وأذل فيه الكفر وأهله، فضرب على منكبيه، ثم قال : ثكلتك أمك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة على الناس، لهم الملك حتى تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى.
فبالاستغفار مع الصبر يتحقق النصر قال تعالى:(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ)، فإلى متى ونحن مكبين على المعاصي إلى متى ندنس أسماعنا بالحرام وأعيُنَنَا بالحرام وحياتُنا بالحرام ثم نقول أين نصر الله وعونه إلى متى ...؟؟!!
فاطمة محمد الدريس