ما أصعب أن يعيش الإنسان بعيداً عمن يحب، كيف إذا كان هذا الإنسان طفلاً صغيراً فقدَ الصدر الحنون والجدار الذي يستند إليه ؟
إنه اليتيم الذي فقد والده فأحس أن الدنيا أصبحت صغيرة مظلمة وأن ما حوله لا يهتمون به ولا ينظرون إليه.
ولهذا فقد عني الإسلام باليتيم من الناحية الاجتماعية والنفسية وحرص عليه أشد الحرص.
وقد ورد ذكر اليتيم أكثر من عشرين مرة في القران الكريم، وجاءت الآيات تذكرنا بواجبنا نحوه ، و وجوب مراعاة مشاعره الدقيقة و أحاسيسه المرهفة ؛ لما أصبح فيه من جراء فقدان أعز الناس إلى قلبه، قال الله تعالى:﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾، سورة الضحى(9).
كما أوصانا الرسول – صلى الله عليه و سلم- باليتيم و كرر فضل كفالته كثيراً ورغب فيها ، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- أنه قال: قال الرسول – صلى الله عليه و سلم - : " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئاً ." .
وأخرج السيوطي في جامعه الصغير عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، و شر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه".
الطالبة: فاطمة بنت عبد الله الطوالة.
كلية الدعوة والإعلام، المستوى السابع.