الحمد لله رب العالمين يسمع دعاء الخلائق ويجيب ..يؤنس الوحيد، ويهدي الشريد ، ويذهب الوحشة عن الغريب .. يغفر لمن استغفره ويرحم من استرحمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وبعد :
فهذه رسالة قصيرة موجهة إلى الأخت المسلمة تتعلق بمسألة الحجاب ، ولا يخفى على عاقل ما عمت به البلوى في كثير من بلاد المسلمين من تبرج كثير من النساء وعدم التزامهن بالحجاب، ولا شك أن هذا منكر عظيم، وسبب لنزول العقوبات والنقمات. فالحجاب عباده وليس عادة أختي المسلمة: إن دعاة الضلالة يحاولون دائما تشويه الحجاب، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج وعدم التقيد بالحجاب، بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد يعتقد البعض، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بمثل هذا الكلام، وكوني معتزة بدينك متمسكة بحجابك، وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير، وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله ، وليس مجرد عادة يحق للمرأة تركها متى شاءت وأنه عفة وطهارة وحيا. إن الله تعالى عندما أمرك بالحجاب إنما أراد لك أن تكونٍ طاهرة نقية بحفظ بدنك وجميع جوارحك من أن يؤذيك أحد بأعمال دنيئة أو أقوال مهينة، وأراد لك به أيضا العلو والرفعة. فالحجاب تشريف وتكريم لك وليس تضييقا عليك، وهو حلة جمال وصفة كمال لك وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، فإياك إياك أن تتساهلي به أو تتنكري له فإنه - والله - ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه، وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضا وقربا من الله، واحتراما وتقديرا من الله ومنه قول الله عز وجل في كتابه الكريم على وجوب الحجاب قولة تعالى : (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن )) سورة النور ، آية 31
فإن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة يجب أن يكون سميكا غير شفاف، وألا يكون زينة في نفسه كأن يكون ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار ولا ضيقا، وألا يشبه لباس الرجل، ويجب أن يكون الحجاب أيضا ساترا لجميع البدن بما في ذلك الوجه الذي تساهلت بكشفه بعض النساء بحجة أنه ليس بعورة. وياللعجب كيف لا يكون الوجه عورة !! وهو أعظم فتنة في المرأة، وهو مكان جمالها ومجمع محاسنها، وإذا لم يفتتن الرجل بوجه المرأة فبماذا سيفتتن إذا؟
ولقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على وجوب تغطية المرأة لجميع بدنها؛ لأن المرأة كلها عورة لا يصح أن يرى الرجال الذين ليسوا من محارمها شيئا ومنه لقولة عليه الصلاه و السلام " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " أخرجه الترمذي قال في جامع الأصول : ( العورة كل ما يستحي منه إذا ظهر ، والمرأة عورة لأنها إذا ظهرت يستحي منها ) فهذا الحديث دلَّ على وجوب ستر الوجه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المرأة عورة والعورة يجب سترها ولا يجوز كشف شيء منها اختي في الله :إن فيما ذكرتة من الأدلة على وجوب الحجاب وتصحيح مفهومه لدى كثير من النساء فيه كفاية لمن أرادت معرفة الحق والعمل به وهذا هو المتعين على كل مسلمة لتفوز بخيري الدنيا والآخرة وإن عدم الاتعاظ ومعاندة الحق بعد معرفته علامة على قسوة القلب واتباع الهوى ولافلاح في اتباع الهوى وإنما الهلاك في اتباعه في الدنيا والخزي في الآخرة ولتعلمي بأن الحجة تقوم عليكِ لأنك علمتِ الحق من الباطل فحكمي عقلك وسيري على الطريق الصحيح .وفي النهاية يا من وجدتي طريقك الصحيح ويا من سمعتي النصيحة و وجدتي بأن نجاحك في الدنيا و الأخرة بأرتداء الحجاب و بالأمتثال لأوامر الله عز وجل أقول ثبتك الله وبارك الله لك خطاك. وفقني الله و إياكم لما فيه صلاحنا جميعا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
بقلم : أسماء جمال
انتِِ و الحجاب
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/190869/