بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على النبي الهادي الامين اما بعد .
من منطلق بروا آباءكم تبركم أبناؤكم , ولما لقضية بر الوالدين من اهمية قصوى في هذا العصر الذي بدء العقوق فيه يصبح ظاهرة جلية تستحق الوقوف امامها ومحاولة حلها اوردت لكم هذه المقالة .
وسوف اسردها لكم على شكل نقاط متفرقة لتوضيح وبيان مدى خطورة عقوق الوالدين وعن مدى اهمية برهما .
أولاً : التحذير من العقوق .
1- العقوق يمنع صاحبه من دخول الجنة، وفى الحديث (لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم.
2- العقوق من أكبر الكبائر التى تورد صاحبها فى المهالك، وفى الحديث: (جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الكبائر ؟ قال: (الإشراك بالله) قال: ثم ماذا ؟ قال: (ثم عقوق الوالدين). قال: ثم ماذا ؟ قال: (ثم عقوق الوالدين)
ثانياً : أهمية البر
1- دليل اهمية الوالدين أن الله سبحانه وتعالى قرن بين عبادته وبين بر الوالدين، فى عدة آيات من سور القرآن الكريم، منها قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) وقال تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)
2- بر الوالدين من أحب العبادات والأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة، وقدمه النبى على الجهاد فى سبيل الله، وفى الحديث: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم أي ؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله)
3- بر الوالدين سبب لمرضاة الرب -سبحانه وتعالى- وفى الحديث: (رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين)
4- بر الوالدين سبب لدخول الجنة، وفى الحديث: (رغم أنفه. ثم رغم أنفه. ثم رغم أنفه. قيل: من ؟ يا رسول الله ! قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة)
5- سبب لتفريج الكروب والهموم والاحزان، وفى قصة الأول من الثلاثة الذين أواهم الميت إلى الغار الرجل قال فى دعائه كما جاء في الحديث: (اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فناء بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج)
ثالثاً : أنواع البر
1- شكرهم على كل مايقومان به من جهد ورعاية، قال تعالى: (إن اشكر لى ولوالديك وإلى المصير)
2- خفض الجناح لهما ولين الجانب، والتلطف فى المعاملة، قال تعالى: (واحفض لهما جناح الذل من الرحمة)
3- الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً، قال تعالى: (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيراً) ومن أدعية القرآن الكريم قوله تعالى: (رب اغفرلى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات)
4- السمع والطاعة لهما فى غير معصية حتى ولو كان غير مسلمين قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما)
5- حسن الصحبة لهم قال تعالى: (وصاحبهما فى الدنيا معروفاً)
6- عدم الضجر أو الترفع أو التكبر عليهم قال تعالى: (ولا تقل لهم أف ولا تنهرهما)
7- عدم رفع الصوت عليهما أو المقاطعة أثناء الكلام قال تعالى: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
8- تقديمهم على النفس في الطعام والشراب، والكلام، والمشي، والدخول والخروج، احتراماً وإجلالا لهما.
9- الاهتمام الخاص بالأم، لتعبها في الحمل والولادة والرضاعة، ولوصية الله بهما قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير)
10- إذا تعارض حق الأب مع حق الأم فحق الأم مقدم على الأب قولاً واحداً، وفى الحديث: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: (أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من ؟ قال: (ثم أبوك)
11- المزيد من الاهتمام والرعاية فى سن الشيخوخة، قال تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً)
12 - الانفاق عليهما فى العسر واليسر، وقضاء حوائجهم التى يحتاجون إليها قال تعالى: (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين)
رابعاً : كيف نبر الوالدين بعد وفاتهما
جاء في الحديث: (بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)
في الختام اسأل الله ان يجعلنا ممن يبر والديه ويحسن تعاملهم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
بقلم / غادة العجالين