الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:
فإن الأسرة المسلمة تقوم بدور رئيس في رقي الأمة وريادتها: دينياً، وخلقياً، وسياسياً، واقتصادياً، وعلمياً، واجتماعياً، والذي يهمنا هنا هو الرقي الديني والأخلاقي والاجتماعي.
فعلى المستوي الديني: فإن الأسرة المسلمة تستمد عظمتها من إسلامها الذي عني بها في كل مراحلها؛ ليكون البناء الأسري بناءً إسلامياً محضاً، فينعكس ذلك على الأمة كلها.
ومن المسلَّم به أن التديُّن هو أساس كل إصلاح ورقي، ولم يسجل التاريخ أمة فسدت قاعدة التديُّن فيها ثم سادت، ولكنه سجل أمماً زالت بعد أن سادت؛ لأنها حادت عن منهج الله عزَّ وجل.
وأما المستوى الأخلاقي: فيعتبر الإسلام بناء الأسرة وسيلة فعالة لحماية الشباب من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى، ولا يخفى على أحد أن الغريزة البشرية حين تُشبع بالزواج المشروع الحلال تتحلى الأمة بأفضل الآداب، وأحسن الأخلاق، وتكون جديرة بأداء الرسالة.
وأما المستوي الاجتماعي: فإن الإسرة المسلمة تقوم بدور مهم في تماسك المجتمع وترابطه وتوثيق روابط الأخوة، ثم بما تبثه بين أفرادها من قيم الحب والإخاء والمساواة؛ لتفيض بهذه القيم علي ما حولها.
وهكذا فإن الأسرة المسلمة إذا قامت بدورها في كل هذه المستويات ساهمت مساهمة فاعلة في رقي الأمة.
واللهَ أسألُ أن يجعلَ أعمالنا خالصةً، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه/ مشاعل محمد الراشد