الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه :
الحسبة من أهم شعائر الدين ، التي يتم من خلالها نشر الهدى والخير بين الناس ، كما يتم من خلالها المحافظة على المجتمع المسلم من أخطار المعاصي والمنكرات ، وبذلك تؤدي الحسبة دوراً هاماً في حث الناس على المعروف وقمع المعاصي والمنكرات وحفظ المجتمع المسلم والإبحار بهم بسفينة النجاة إلى شاطئ الأمان بإذن الله.
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو من فروض الكفاية على رأي جمهور العلماء ، قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
كما جاء عدد من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تنص بشكل واضح وصريح على مشروعية الحسبة ، وتأمر بالقيام بها على أفراد المجتمع المسلم ، ومن تلك الأحاديث :
قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
فلعل من أهم وأبرز المنكرات التي باتت تظهر بين أوساط الفتيات هي (الشذوذ الجنسي) فالشريعة الإسلامية حرمت الشذوذ الجنسي , وسدت الذرائع الموصلة إليه ، وفي هذا العصر ، انتشر الشذوذ الجنسي في المجتمعات الغربية انتشار النار في الهشيم ، وأصبح الشذوذ الجنسي مجال فخر لكثير منهم , وله جمعيات ونواد تشجع عليه ، حتى أن بعض دول سمحت بالتزاوج بين الشاذين جنسياً من فئة واحدة : ذكرا مع الذكر . وأنثى مع أنثى، وقد أنكر هذه الأفعال الشاذة للفطرة عدداً من العقلاء لديهم رغم أنهم كفاراً ولكن فطرتهم السوية لفظت هذا الفعل القبيح المشين، وقد جاء عن أحد الصحابة رضي الله عنهم قوله: (لو لم يذكر الله تعالى أنه الرجل يأتي الرجل لما توقع أحدنا هذا الفعل). فمع سهولة التواصل واللقاء والاطلاع على الثقافات والمجتمعات الأخرى خصوصاً عن طريق الشبكة العنكبوتية فقد تأثر عدداً من شبابنا وفتياتنا بهذا الميول المثلي المرفوض شرعاً وعقلاً وفطرةً فأمسينا نرى ونلحظ عليهم تشبههم بهم وميولهم لبعضهم والعزوف عن الفطرة السليمة السوية ورفض بعضهم الزواج لتعلقه بشخص آخر والعياذ بالله، فهذا الميول المحرم يولد أضرار نفسية وخلقية ناهيك عن أضراه الدينية وما يستحق مرتكبه من العقاب الآلهي, فأضراره النفسية مثل : الانعكاس النفسي ، الخوف الشديد والهلع ، إضعاف القوى النفسية الطبيعية ، الإحساس بالنقص والذنب وفقدان الرجولة ، التأثير على المخ ، وأما الخلقية فمثل : ذهاب الحياء ، انتكاس الفطرة ، ذهاب الغيرة من القلب ، الشرة والعدوانية ..طريقة العلاج والتخلص من هذا المرض العضال حمانا الله و عافنا .. 1- الدعاء : فكلما أعيتنا الأمور وأحسسنا بالعجز لجأنا الى الله بالدعاء ، فهو قادر على كشف البلاء . 2 - الإطار المعرفي : ويتلخص فى تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية 3 - العلاج السلوكي 4- تغيير المسار. 5- تطبيق شعيرة الاحتساب معهم. بالإنكار عليهم بالوسائل والأساليب المناسبة والمشروعة وتذكيرهم ووعظهم وزجرهم. 6- ومن طرق العلاج أيضاً إقناعهم بأن مايعانونه هو نوع من أنواع المرض النفسي ويجب علاجه، وربطهم بالله عزوجل بالدعاء والصلاة والتوبة، والبعد عن الصحبة السيئة ولزوم الصحبة الصالحة المعينة على الخير.
أسأل الله الصلاح والهداية للجميع وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رهام بنت سليمان العُمري ..