الرضاء بما قسمه الله لنا في الدنيا ما اروعها من عبارة مع اننا لا نطبقها في كثير من الاحيان بحكم ضعف النفس البشرية واننا دائما ننظر للشيء من ظاهره خاصة حين الابتلاء اغلبنا يجزع ويخاف من المصيبة التي تحل به ويصدم للوهلة الاولى والله يدبر بحكمته كل شيء فيمكن ان ياتي الابتلاء بالخير الكبير على المبتلى من حيث لا يدري في الدنيا اما في الاخرة فله الاجر الكبير اذا كان من الصابرين وهي ان الانسان الذي يقتنع بان كل شيء ياتي من عند الله فهو خير مع انه ابتلاء وكرب والم في ظاهره لكن الله هو الذي يسير اقدارنا كما يشاء لحكمة لا يعلمها الا هو سيعيش الانسان في سعادة لا مثيل لها لان الله احن علينا من الوالدة بابنها فهو يختبر فينا قدرة تحملنا وصبرنا ويريدنا دائما على بابه نرجو رحمته ومغفرته
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم
أن ترضى بقضاء الله وقدره وأن تسعى إلى تخفيف المصيبة ومعالجة آثارها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بكل الطرق المباحة والمشروعة .
- إن تعرف وتعلم ان الرضى بالقضاء والقدر يجنب من خسر الانهيار النفسي والإحباط المعنوي ، فلا يصاب باذى لاقدر الله، أو يمرض ، وعليه أن يتذكر الحقائق التالية : المصائب التي تصيب الإنسان في نفسه ، أو ماله أو في أسرته، أو في مجتمعه ليست شراً محضاً، يوجب الجزع بل هي خير للمؤمن إن أحسن تلقيها والتعامل معها ، فهي :
أ – خير له كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )
رواه مسلم (2999) .
ب – لعل الله أراد به خيرا : روى البخاري (5645)
عن أَبي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ )قال الحافظ : قَالَ أَبُو عُبَيْد الْهَرَوِيُّ : مَعْنَاهُ يَبْتَلِيه بِالْمَصَائِبِ لِيُثِيبَهُ عَلَيْهَا .
ج- ولعل الله يحبه : ( إِذَا أَحَبَّ اللَّه قَوْمًا اِبْتَلاهُمْ , فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْر ، وَمَنْ جَزَع فَلَهُ الْجَزَع ) . وَرُوَاته ثِقَات . وعن سَخْبَرَة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( مَنْ أُعْطِيَ فَشَكَرَ , وَابْتُلِيَ فَصَبَرَ , وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ , وَظُلِمَ فَغَفَرَ , أُولَئِكَ لَهُمْ الأَمْن وَهُمْ مُهْتَدُونَ )
كل هذا من رحمة الله لكن البشر هكذا ونحن منهم غير معصومين وفي وجه المصائب نحس بالضعف وبانها نهاية الدنيا مع ان الخير كله في ذلك الابتلاء لكن قصر نظرنا يجعلنا في تسرع دائم على الحكم بظاهر الامور فقط ...
وأخيراً لنرضى بقضاء الله تعالى ومن لا يرضى ماعساه يفعل سيخسر كل شيء وسيعيش في نكد لانه لن يشعر بسعادة القرب والعودة الى الله مالم يسلم بقضاءه وقدره فلنضع هذا البيت نُصب أعيننا دوماً
كُلُّ نعيمٍ دون الجنة محظور *** وكُلُّ بلاءٍ دون النار عافية
اللهم اجعلنا من الراضين المرضيين يا رب العالمين
فوائد الرضا بقضاء الله وقدره
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/articles/189829/