همسات قصيرة عن فضل الصدقة
الحمد لله العالم بما تخفي الضمائر. وما تحمله السرائر. والصلاة والسلام على النبي قدوة المؤمنين. وعلى آله وأصحابه المتقين عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون. لا يخفى علينا ما نعيش في أيامنا هذه من انتشار للفقر والغلاء والتعب والعناء في جلب لقمة العيش وطلب الزرق وهذا عمل فضيل جليل , ولا يخفى علينا أن بيننا أناس ليس لهم من يعيلهم أو يكادون لا يجدون ما يسد رمقهم لا يعلم حالهم إلا الله جل في علاه , هم إخواننا ونحن عنهم مسؤولون أمام الله .
فأحببت أن أهمس لكم همسة قصيرة ربما يكون لنا بها خير لا نعرف قدره إلا حين نلقاه جل علاه،
فلا يخفينا ما في الصدقة من خير عظيم نناله إذا يسّرنا على إخواننا المسلمون، وهذا عمل قليل ندرك من خلفه الشيء الكثير ونكون فيه من المغبونين!
فلنحاسب أنفسنا إذا كن من العاقلين: أين نحن من ثواب الصدقة! ذلك الذُخر العظيم. والثواب الكبير!
لا بد أن نعلم أن فضائل الصدقة كثيرة وعظيمة. ولها ثمار يجنيها المتصدقون يوم لا ظلَّ إلا ظله.
ومن جملة هذه الفوائد العظيمة إنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى وتدفع المكروه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السِّر تُطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر)) رواه الطبراني/ صحيح الجامع:3797
كما أنها دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))
أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ((وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)) صحيح الجامع
تلك هي الصدقة. وذلك بعض من شرفها وفضلها. فأين أنفسنا منها! أين نحن من ذلك كله؟!
فاغتنام العمر في فعل الصالحات.. وتقديم الخير اليوم؛ خيرٌ لنا من كنز الأموال، والبخل بإنفاقها.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتصدقين الذين لا تعلم يمينهم ما أنفقت شمالهم مبتغين بها وجه الله وأن يتقبل منا أعمالنا أنه سميع مجيب .
محبتكم في الله
بدرية بنت محمد العميري