الشق أكبر من الرقعة
لا أعتقدُ كثيراً بجدوى الأمثال ؛ فهي تعبر عن موقف قد يكون مر عليه قرن من الزمان ، كما أنها في الغالب مُحْبِطة !
ولكن هذا لايعني أنني لا أستخدمها ، بل أحفظ من الأمثال بكل اللهجات واللغات مالله به عليم!! ..
_ولعلني في المقال القادم أوضح سوء الفهم بيني وبين المثل لتحكموا أنتم من منا على خطأ_ ..
أما بالنسبة لهذا المثل خاصة ، أرى أنه من أكثر الأمثال جرياناً على لساني ، فالحقيقة أنه يختصر المقارنة بين حجم المشكلة وامكانية الحل في جملة واحدة .. "رهيب"
تخيلوا معي كيف يمكن لقطعة قماش بحجم عقلة الإصبع أن تغطي فتحة باتساع الكف !! أمرٌ غيرُ ممكن .. أليس كذلك !؟
بدا لي ذلك جلياً عندما ناقشت إحدى المهتمات بالتربية في إحدى قطاعات التعليم عن مشاكل التربية والتعليم لدينا ، سردنا الكثير الكثير من المشاكل ، وأخرجنا حنقاً عظيماً على جميع مؤسسات المجتمع ، بل والأفراد ، ولم نمانع أيضاً في صب بعض الحنق على الحكومة ، وربما الدول المجاورة جرَّاء ذلك الحنق ! .. وفي النهاية كان الشق أكبر من الرقعة ..
إن تواضع مخرجات التعليم مقارنة بمدخلاته يعطينا تصوراً واضحاً لحجم المشكلة التي نعاني منها ، والتي بالطبع لاتختص بالتعليم وحده فالتعليم هو أساس أي حضارة وتقدم ..
فهل نعي بمشكلتنا ونبدأ بتكبير الرقعة بدلاً من قياس حجم الشق وضياع الوقت !! أتمنى
الكاتبة // مها عبدالعزيز العريفي
طالبة ماجستير تربوي