[IMG]http://www13.0zz0.com/2013/11/16/10/351962658.jpg[/IMG]
من بين جدران المنازل التراثية القديمة الجديدة عند أصحابها في ذلك الزمان تشم رائحة الطين الذي لم يختلط بالآلات ولا بدخان المصانع ولم تحركه أيدي غريبة سوى أهلها الطيبين الذين بنوا منازلهم بحجارة المودة والحب والتآخي لبنةً لبنة .
إن ذلك المنزل القديم كان يملؤه الود والمحبة والأخوة كان صغيرًا في مساحته واسعًا بقلوب أصحابه النقية الصافية ، وعاشوا زمنًا جميلاً بكل تفاصيله وأحداثه والذي يختلف عن زمننا هذا وأطلقنا عليه " زمن الطيبين "
فعلاً زمن يبكى عليه.
ما الذي اختلف !؟
كنا نعرف كل من يسكن حولنا قريبًا كان أم بعيد ,أما اليوم فأصبحنا لا نعرف إلا حارس المسكن الذي نحن فيه فقط !؟
كنا في قمة نشاطنا ونمارس الرياضة كل يوم أما اليوم فقد حملنا على ظهورنا الشحم واللحم دون حراك!؟
كنا متمسكين بقريتنا الصغيرة ونراها كل العالم أما اليوم فلا نرى الحياة إلا بالسفر خارج تلك القرية!؟
كنا نزور ونصل أقاربنا وصلة أرحامنا وكل من نعرف قريبًا كان أم غريب في كل اسبوع على أقل تقدير ونحن لا نملك أي وسيلة من وسائل الاتصال.
أما اليوم فقد كثرت وسائل الاتصال لكن للأسف أصبحت صلة الأرحام مقتصرةً على القريب وبالمناسبات فقط!؟
كنا نرضى بمشاهدة قناة واحدة شبه محافظة,أما اليوم فلا نرضى إلا بكم هائل من القنوات والغير محافظة!؟
كنا نرضى بالقليل ولا نطلب الكثير,أما اليوم نطلب الكثير ونترك القليل!؟
كنا نستطيع شراء الكثير بالمال القليل,أما اليوم لا نستطيع شراء القليل إلا بالمال الكثير!؟
كنا لا نعرف الكماليات بل نسعى لاقتناء الأساسيات ,أما اليوم نسعى لاقتناء الكماليات وأصبحت لدينا أهم من الأساسيات!؟
كنا نتلذذ بالطعام البسيط القليل المكون من صنف واحد مكرر كل يوم ,أما اليوم أصناف كثيرة ولا نطعم لها طعمًا إلا طعم الإسراف!؟
كانت الحياة قاسية لدرجة أننا لا نستطيع قص شعر رؤوسنا ويطول الشعر بسبب الفقر وقلة المال, أما اليوم فأصبح الشعر الطويل موضةً وشيئًا من الحضارة!؟
كانت ملابسنا في العام الواحد لا تتعدى الثوب الواحد أو الاثنين وتكفينا,أما اليوم فقد كثرت ملابسنا ولكن لا تستر عيوبنا !!؟
كانت أحلامنا في هذه الحياة بسيطة ومحدودة ولها معنى في حياتنا,أما اليوم فأحلامنا كثيرة ولكن أكثرها ليس له معنى!؟
كنا نرى الناس أسرةً واحدةً وعلى قلب واحد ,أما اليوم فالقلب الواحد مفقود في الأسرة الواحدة !؟
كنا نحترم الكبير سواءً كان منا أو غريب عنا مهما كانت جنسيته ,أما اليوم أصبحنا نتعلم الاحترام من غير جنسنا!؟
كنا نتعلم وندرس في الكتب التي ثقل وزنها وكبر حجمها ونتقن ذلك ,أما اليوم فقد خف وزنها وصغر حجمها ولكن قلت هيبة معلمها وقل طلب علمها!؟
كنا نتذوق التمر ونراه أجمل طبق في هذه الحياة,دأما اليوم فأصبحنا نرى التمر طعام المساكين والفقراء !؟
ومقالى ليس من باب التشاؤم أو الإحباط أوالتقليل من شأن هذا الزمن الذي نعيشه بل بالعكس الخير موجود في هذا الزمن والطيبين موجودين ولكن ليس كزمن الطيبين.
فهل يا ترى هل الزمن تغير فتغير كل شيء ، أم الناس أصبحوا ( غير طيبين )!؟!؟!
بقلم محبكم
نايف الحارثي
أبو إياس