[B]كليات التربية المتوسطة هي كليات تربوية تخرج المعلمين والمعلمات المتخصصين في تدريس مواد المرحلة الابتدائية بتخصصات مختلفة ( علوم , رياضيات , لغة عربية ... الخ )
ويتم تعيين خريجي هذه الكلية على المستوى الثالث حسب لائحة الوظائف التعليمية
بالنسبة للكليات المتوسطة للبنين فقد تم تعيين جميع خريجيها ولم يبق منهم عاطل واحد أما البنات فقد تم تعيين بعض الخريجات بطريقة نظامية وتعيين الغالبية منهن على وظائف إدارية عن طريق الواسطة (ولن يستطيع أي مسئول إنكار هذا الشيء), ولم يبق طبعا إلا منزوعات الواسطة اللواتي لازلن عاطلات منذ تخرجهن قبل 19 سنة!!
يا من عطلتم وسلبتم حقوق خريجات الكلية المتوسطة:
تقولون إنكم لا تريدون من خريجات الكلية المتوسطة أن يعلمن بنات الوطن وذلك لأن مؤهلهن لا يواكب مساعي تطوير التعليم , فأنتم تفضلون خريجات البكالوريوس لأنهن حسب زعمكم هن فقط الأجدر والأكفأ
ولكن , إذا نظرنا للنقاط التالية سنعرف أن دعاواكم لحرمان خريجات الكلية المتوسطة من التوظيف هي مجرد دعاوى باطلة لا تستند على أي أساس نظامي ولا أخلاقي وهي دعاوى تفتقد إلى النزاهة والعدالة بين المواطنين
أولا : بالنسبة للجدارة والكفاءة فأنتم لم تراعوها ولم تحرصوا عليها حتى بين خريجات البكالوريوس والدليل هو اعتماد الواسطة والمحسوبية في توظيف المعلمات خاصة قبل إلغاء نظام إثبات الإقامة وكنتم أيها المسئولون تغضون الطرف عن التلاعب الحاصل وكأن الأمر لا يعنيكم, فأين كان حرصكم المزعوم على الجدارة و الكفاءة ؟
ثانيا : تقوم الوزارة الآن بتعيين خريجات بكالوريوس مضى على تخرجهن 10 و 15 سنة أي أنهن تخرجن من الجامعة قبل أن يعرف أي من المسئولين كلمة ( تطوير التعليم ) فكيف أصبحت دراستهن الجامعية مواكبة للتطوير الذي لم يكن قد ولد بعد ولم يفكر فيه أحد منكم ؟ في حين حرمتم خريجات الكلية المتوسطة من حقهن تحت زعم هذا ( التطوير )
ثالثا : تم التعاقد مع الكثيرات من خريجات الكلية المتوسطة واثبتن جدارتهن وتميزهن في عملهن وقمن بتدريس المناهج المطورة بكل اقتدار, بل وتم تكليفهن بإدارة مدارس ثانوية.
السؤال الصعب هو : كيف سمحتم لهن بالتدريس على العقود طالما مؤهلهن غير صالح للتدريس حسب زعمكم ؟ هل ضحيتم بجودة التعليم المزعومة وضحيتم بالكفاءة والجدارة من أجل هذه العقود؟
رابعا : أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتثبيت جميع البديلات وهو يعلم أن من ضمنهن خريجات الكلية المتوسطة , فهل أنتم احرص على جودة تعليمنا من والدنا وولي أمرنا؟ فالملك حفظه الله لم يمانع من تثبيتهن ووضع ثقته بهن وهذا دليل قاطع على صلاحيتهن للتدريس, فهل كنتم تكذبون عليهن عندما ترددون على مسامعهن في كل زيارة للوزارة : انتن لاتصلحن للتدريس, لن نوظفكن !! وهل يليق بمسئول كبير أن يكذب على مواطنات ضعيفات من أجل انتصار لفكرة خاطئة قد تبناها هو أو غيره ؟
خامسا : هل تركز حرصكم على جودة التعليم فقط في اتجاه خريجات الكلية المتوسطة ؟
أين أنتم من المباني المدرسية المتهالكة ؟
وأين انتم من نقص أو انعدام تجهيز المختبرات المدرسية ووسائل التعليم ؟
وأين انتم عن نقص المعلمين والمعلمات حيث ينتهي الفصل الدراسي الأول ولم يدرس الطلاب أو الطالبات حصة واحدة في بعض المواد ؟
وأين أنتم من بعض مدارس البنين والبنات التي ينتهي العام الدراسي وهي بلا مدير أو مديرة ؟
إذن دعاواكم ضد الكلية المتوسطة كلها دعاوى باطلة فلو كنتم حريصين على جودة التعليم لحللتم هذه المشاكل بحزم يعادل حزمكم ضد تعيين الخريجات المظلومات!
أخيرا : العدل بين المواطنين هو السبيل الوحيد لمخرجات جيدة سواء تعليمية أو غيرها , فأين فعلكم هذا من العدل ؟ لقد ظلمتم الخريجات بسبب أخطاء من سبقوكم حيث أنهم لم يحسنوا التخطيط أو أنهم لم يخططوا أصلا, وهاهم قد عزلوا من مناصبهم أو تقاعدوا وأنتم لازلتم تسيرون على خطاهم التي دمرت حياة ما يقارب من 50 ألف مواطن ومواطنه هم العدد التقريبي لمجموع أبناء وبنات وعائلات الخريجات المسلوبة حقوقهن بلا مستند نظامي ولمجرد أفكار خيالية راودت بعض المسئولين في سنين ماضية .
أليس من الواجب وإحقاقا للحق أن يتم استدعاء المسئولين المخطئين سابقا وحاضرا والتحقيق معهم ومحاسبتهم بدلا من معاقبة الضحايا على أخطاء لم يرتكبنها.
وهل من العدل أن تعاقب المواطنة الضعيفة على خطأ ارتكبه مسئولين كبار؟
أنتم بفعلكم هذا قد فقدتم تماما ثقة 50 ألف مواطن ومواطنة وتعلمون ما يترتب على فقدان الثقة بين المسئول والمواطن , تبدأ المسألة بفقدان للثقة واتهام بالكذب ثم تتطور إلى أمور تمس استقرارنا وتحدث شروخا في لحمتنا الوطنية. فهل تعيدون الحق لصاحباته وتتركون عنكم المكابرة على حساب أمن الوطن وحقوق المواطنين ؟
إن بقاء مايقارب من 9الاف مواطنة عاطلات منذ حوالي 19سنة بسبب سوء تدبير وتخطيط المسئولين السابقين واللاحقين هو عار يلازم هؤلاء المسئولين حتى ولو أكثروا من الحديث المتصنع عن المثالية والتطوير والنزاهة
ولن يمحى هذا العار إلا بحل جذري وفوري لهذه القضية العالقة .
عيسى محمد الغفيلي[/B]