موعد يتجدد لمسيرة الفذ المؤسس والموحد لتحيا ذكراه في حلته الثالثة والثمانين النقية في وطن سلك دروب الخير فتدفق خيرا وسلاما , ففي ظل تكالب الفتن والخطوب وثورة غضب الشعوب يرتقي على الهامات وطن تبسم ويلوح بآمال هانئة تتراء في العيون وتطفو على القلوب , وتلاحم صادق متين جمع القائد بشعبه في صورة من أصدق صور حب الوطن الذي يأبى قادته وشعبه إلا أن يعطر بالوفاء والولاء وتكاتف الأيدي للبناء , تلك هي السعودية وطن النماء والصفاء والأمن والأمان والخير والسلام .
وطن يرسو بهدوء وسكينة في عالم يهيج ويموج في صراعات الفناء الهالكة التي نشهدها في أوطان فتكت حكومتها بشعوبها ودمر شعوبها بناءها , وطن تسيد السلام لصدقه في حب السلام ونشر الخير والأمان فأمن فيه شعبه ومقيمه وزائره فاستهوته القلوب وأملت في البقاء فيه النفوس , وطن يبادر بالعطاء فكان له واجب الولاء , وطن يدعو للخير وينشر الخير ويأمر بالخير , فمسلكه خير وشرعته خير ودروبه خير , ذلك هو وطن الخير .
عظيم أنت يا وطني إذ تحكم فينا بشرع الله وتنتهج كتاب الله دستورا , عظيم أنت يا خادم الحرمين إذ تدعو للحق وتأمر بالحق وتسعى لنصرة الحق , عظيم أنت يا خادم الحرمين إذ همك نشر الإسلام والدعوة للسلام ومسعاك خدمة الإسلام , عظيم أنت يا خادم الحرمين إذ سعيك حثيث في تعمير الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والمعتمرين وتشييدك لبيوت الله في أقطار العالم لترفع ويذكر فيها اسم الله , عظيم أنت يا خادم الحرمين إذ بغيتك نشر كتاب الله وتدريسه لكل من على هذه المعمورة وتعهدك بنشر علوم الدين والتعريف به لكافة الشعوب وبكل اللغات .
فمن حقنا أن نفخر بهذا الوطن وهذه القيادة الرشيدة , فكم من الشعوب حرموا الصلاة في المساجد ومنعوا من الجهر بتلاوة القرآن , وباتوا ليلهم في ذعر وعاشوا صباحهم في خوف وترقب , ونحن – ولله الفضل والمنة – مساجدنا تعمر وحلقات القرآن تتزايد , وننعم بالأمن مطمئنين فنبيت ليالينا في أمن ونعيش صباحنا بأمل وتفاؤل , صباحنا مشرق بالخير وليلنا يسوده السلام والهدوء والاطمئنان , فأنعم بك من وطن وأنعم وأكرم بقادتك وشعبك .
هكذا أثبتت السنون وشهدت الأيام أنك وطن تربع على المجد بثوابت راسخة مستمدة من منهج الحق والخير كتاب الله وسنة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – منذ نشأتك الفتية , فكانت بداية الخير على يد رجل الخير صقر الجزيرة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – الذي شيد هذا الكيان على أسس متينة منبثقة من شريعة الإسلام القويمة وقيمه العظيمة ليتخذها شرعة ومنهاجا وحكما يسود البلاد , فحقق – بإرادة الله – نصر التوحيد العظيم لهذا الكيان الكبير الذي ترابطت أطرافه المتفاوتة بمنهج واحد وحكم واحد عن قناعة ورضا وتأييد وطاعة , فخلدت صفحات التاريخ هذه الوحدة العظيمة هي مثل يحتذى بها على مر العصور , فلتعش يا وطن الإسلام والأمن والسلام دائما وأبدا على دروب الخير .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا