طفل لم يتجاور الثمانية أعوام يتقافز للتسول على الإشارات الضوئية في عدد من شوارع الرياض، يماطل بالكشف عن اسمه أو بلده، مع أن لسان حاله يقول «أنا من البلد السعيد»، وصلتكم من طريق التهريب عبر الجبال.
وتتزايد الظاهرة في عدد من مساجد المملكة في رمضان، إذ يقدم «صاحب الحاجة» موجزاً عن ظروفه المادية والصحية، مع فيض من الدموع والدعاء، وبيده قصاصة ورقية بلا أختام، تشرح سبب تسوله، وتجد أحياناً امرأة في حجرها طفل، تروي معاناتها بسيناريوهات عدة، لاستعطاف المصلين، عبر قراءة الأفكار السياسية أو الاقتصادية للمنطقة لتنسب نفسها لبلد فيه حروب أو مصائب، والناس بالعادة تدفع من دون تدقيق في تفاصيل الجنسية أو حتى معرفة الظروف، كسباً للأجر والثواب.
ينتشر المتسولون عادة في مواقع مدروسة مثل الصرافات، والمجمعات التجارية، والإشارات الضوئية، كما يصل عدد منهم المملكة في المواسم الدينية، خصوصاً العمرة والحج ورمضان، ليقينه أن الصدقة والزكاة تزيد في المواسم الدينية.
ويلجأ عدد منهم إلى قصص تمويه لاستعطاف العباد، منها أن يحمل عكازاً أو جهازاً طبياً، أو يدعي إعاقة جسدية، وضبط أخيراً أطفال يتبعون عصابات منظمة، تدربهم وتوزعهم في مناطق المملكة. الجهات الخيرية والشؤون الاجتماعية، ولجان مكافحة التسول، بالتأكيد لا تستوعب تلبية حاجات المتسولين والفقراء كافة، غير أن بإمكانها تقليل أعدادهم، بإلحاق من يقبض عليه، ويثبت حاجته بالمؤسسات الخيرية، وتبصيم الآخرين على عدم التسول، ومحاسبة معيليهم.
الأموال «الزكوية» في المملكة تصل إلى بلايين الريالات، وتصرف في عدد من المشاريع الإسلامية في دول العالم كافة، إذ تعد المملكة الأعلى إنفاقا في العالم على المشاريع الخيرية، ما يعزز قدرتها على منع التسول لأي صاحب حاجة، بتفعيل اللجان الميدانية ودراسة أوضاع الفقراء الفعليين، ومعاقبة الدجالين المدعين
[email]fateen888@yahoo.com[/email]
- - - - - - - - - - - - - - - - -
الرياض - فطين عبيد