رفضت الناقدة الدكتورة ميساء الخواجا، فكرة فصل الثقافة عن وزارة الثقافة والإعلام وضمها إلى وزارة التربية والتعليم، موضحة أن ذلك غير مناسب، لأن الثقافة قريبة للإعلام، وبعيدة عن التربية.
وقالت مستشارة وكالة الثقافة في وزارة الثقافة والإعلام سابقاً: بالإمكان أن تكون «الثقافة» وزارة، أو هيئة مستقلة على غرار الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون.
وشددت الخواجا على الحاجة إلى خطة استراتيجية ثقافية للعمل عليها، مشيرة إلى أن وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، تعمل على أكثر من محور، منها الأندية الأدبية، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بفروعها، وإقامة المراكز الثقافية، ومعارض الكتاب، وتحتاج أكثر من قناة ثقافية، إلى جانب دعم القناة الموجودة.
وذكرت أن الوكالة تعمل باستمرار، وتبذل جهداً، وتخاطب شرائح كبيرة من المجتمع، ولا تقتصر على المثقفين، ولديها رؤية لتطوير المكتبات العامة، والوصول لفئة أكبر من المجتمع، لكنها تحتاج وقتاً يمتد لسنوات من الخبرة، ومزيداً من الجهد وعدم الركون للموجود والطموح للأفضل. وتمنت أن يكون عمل الوكالة أقوى مما هو عليه الآن، لافتة إلى أن في المملكة إمكانيات مادية وبشرية قادرة على إنتاج شيء أكبر، وعمل استراتيجية ثقافية تصل إلى صناعة ثقل ثقافي للمملكة على مستوى الوطن العربي والعالم، وتجديد صورة المثقف السعودي في العالم العربي والعالم الخارجي.
وعن الخلافات في الأندية الأدبية، قالت الخواجا إنها شغلت حيزاً كبيراً في الإعلام والصحافة، مطالبة بأن نكون قادرين على تجاوز هذه المسائل، مؤكدة أنه لا ينبغي الاتفاق دائماً، وأن الاختلاف ظاهرة صحية، إن لم يتحول إلى خلاف، وثقافة سلب، بمعنى «إذا لم تكن معي فأنت ضدي».
وأضافت: الاختلافات في المناشط والمجالات الثقافية والأدبية أمور محمودة وإيجابية، فالاختلاف حول اللائحة الأدبية أو فروع جمعية الثقافة والفنون، وعرض عدة وجهات نظر، يتبعه مراحل للتطوير، وأن الوكالة قبل وضع اللائحة الأدبية استشارت لجاناً ومثقفين من مناطق مختلفة، واتفقت عليها مجموعة من الناس، بل الأغلبية، وهم بشر، وقدموا جهدهم ووجهات نظرهم، وهي قابلة للتجربة والنقاش، لافتة النظر إلى أن اللائحة قابلة للتعديل، وليست نهائية مطلقة، «وجربنا اللائحة «السابقة» وظهرت لنا سلبيات تم تعديلها»، وهذه اللائحة بعد تجربتها سوف تظهر بعض السلبيات.
واختتمت الخوجا بقولها: في المجال الثقافي، تظهر إشكاليات وضع التصور عند التطبيق، ولو ظهرت إشكاليات معينة، تنظر فيها الوكالة، وتعيد تعديلها، وهكذا يسير العمل الثقافي، متمنية عدم الانشغال بالخلافات والقضايا الجانبية، مشيرة إلى أن الرقي بالمستوى الثقافي أهم، «وأنا ضد الرؤية السلبية بالانتقاص من الأعمال الثقافية في المحاولة المباشرة للوصول لصورة مثالية».