صحيفة التعليم 

لم تنم الطفلة فاطمة محمد في الليلة التي قررت والدتها استكمال إجراءات تسجيلها في المدرسة، وجاء الصباح متأخراً بالنسبة لها، وسارعت بالإلحاح على والدتها ليذهبا للمدرسة التي تنتظر أن تبدأ معها حياتها الدراسية، وصلتا في الوقت المحدد، لكنهما لم يستطيعا الدخول لأنهما ارتطمتا بعبارة «ليس لدينا مقاعد شاغرة»، ما أصاب الطفلة ببكاء عارم أمام بوابة المدرسة.

تقول والدة الطفلة «تخرجت ابنتي من الروضة مع مجموعة كبيرة من الأطفال، وكانت تربطهم علاقة جميلة جداً، وكنا نمني أنفسنا بأن تستمر هذه العلاقة على مقاعد الدراسة، سجلنا في موقع نور الإلكتروني، وأخبرنا بوجود مقاعد شاغرة في المدرسة، وأننا أتممنا التسجيل بنجاح، وما علينا سوى إنهاء الإجراءات مع المدرسة وتقديم الأوراق الثبوتية، وبالفعل توجهنا للمدرسة لكننا رُفضنا حتى قبل أن نتحدث».

وتوضح «إذا كان الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم يؤكد على وجود مقاعد شاغرة، وأننا حصلنا على إحداها، كيف ترفضنا المدرسة، ومن بعد ساعة فقط من زيارتنا لها تأتينا رسالة عبر الجوال من موقع نور، تفيد بأننا رُفضنا، أمر غريب للغاية كيف نقبل ونرفض في غضون يومين فقط وبهذه السهولة؟».

تقول «تعاني ابنتي حالة نفسية صعبة، إذ كانت تحلم بالمدرسة، والآن ستضطر لأن تنتظر سنة كاملة لتتمكن من التسجيل في المدرسة، وخلال هذه السنة لن تتذكر شيئاً من المهارات التي تعلمتها في الروضة وتفوقت فيها»، مضيفة «أنه أمر مقلق فالنظام الذي وضع ليسهّل علينا حياتنا أصبح يصيبنا بالقلق، فتارة يقبل أطفالنا وتارة يرفضهم من دون مبرر حقيقي»، وقالت «بسبب هذا سوف تتأخر عاماً كاملاً عن الدراسة، فهل هذا مقبول؟». وتساءل فهد الحسيني، وهو ولي أمر إحدى الطالبات «لماذا هذا التخبط في القبول والتسجيل؟، إذا كان الموقع يؤكد قبول ابنتي، فلماذا ترفضنا المدرسة بحجة أن لا وجود لمقاعد شاغرة، وأن المدرسة مليئة بالطلاب المستجدين؟، أمر غريب إذا كانت إدارة التعليم لا تستطيع أن تغطي احتياج المدارس من فصول ومقاعد وترفع للوزارة عن هذه المشكلة ماذا يصنع أبناؤنا الذين سينتظرون عاماً آخر ليبدؤوا حياتهم الدراسية، فهذا أمر غريب». ويقول «نحن الآن بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن نُدخل أبناءنا مدارس خاصة، ونتكبّد تكاليف مالية كبيرة ليست في استطاعتنا، أو أن نعطيهم استراحة لمدة عام كامل لينسوا ما درسوه في الروضة، وهو أمر مؤلم فبعد أن كنا فرحين بالمستوى الجيد الذي وصلوا إليه في الروضة، نتوقع أن هذه الفرحة ستزول مع هذا القرار المجحف بحقهم».

تواصلت المصادلر مع إدارة العلاقات العامة والإعلام في إدارة التربية والتعليم في الأحساء، من أجل أخذ توضيح عن سبب رفض الطلاب المستجدين في المدارس، خاصة المقبولين منهم في موقع نور التابع لوزارة التربية والتعليم، إلا أن الإدارة لم ترد حتى تاريخ نشر المادة، واكتفوا بالقول أن «الاستفسارات لدى إدارة الاختبارات». واشترطت وزارة التربية والتعليم على إدارات المدارس الابتدائية (بنين وبنات)، أن يُحضر الطلاب المستجدون في المدارس الابتدائية للتعليم العام (الحكومية والأهلية)، ما يثبت التحاقهم بمرحلة رياض الأطفال مدة فصلين دراسيين للمرة الأولى.

وبحسب القواعد والاجراءات التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم، فإنه يتم تسجيل الطلاب المستجدين في الصف الأول الابتدائي الذين أكملوا ستة أعوام في أول يوم من بداية العام الدراسي، ويمكن التجاوز لمن تقل أعمارهم عن هذا السن بـ ٩٠ يوماً فقط، ووفق معايير محددة تتحقق منها إدارات المدارس ومنها أن يكون الطالب متمكناً من المهارات النمائية، وفق استمارة السجل الصادرة من الروضة.