أكد مؤتمر التعليم والتقنية بجدة أنه في العهد القريب ستصبح بيئة التعلم العلمية المدعومة بنظام الإلكتروني ضرورة ملحة مثل الأساسيات اليومية وتجسد هذه الرؤية تطور العديد من نماذج المعلوماتية والاستفادة من الخبرات والمصادر العالمية في تقديم خدمات معقدة دون الحاجة إلى الاستثمار في خدمات كبيرة وتخفض التكلفة على المنظمات الراغبة بالحصول على مصادر معلوماتية مرنة.
وطرح مؤتمر التعليم والتقنية العاشر بعنوان “تنسيق سحب التعلم والتقنية” الذي نظمته جامعة عفت ممثلة في كلية الهندسة مؤخراً تحت رعاية الأميرة لولوه الفيصل بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على الجامعة بمشاركة العديد من خبراء التعلم والتقنية محليا وعالميا الحاجة إلى اعتماد المكتبات حلول جديدة معتمدة على نظام السحب الإلكتروني المدمج لتقديم خدمات مختلفة مثل : المجلات الإلكترونية وتعقب الإحصائيات والمكتبات الرقمية وحتى في النظام المكتبي المدمج وتوزيع المصادر وتقديم خدمات أفضل بهدف تنسيق البيئة التعليمية التقنية العالمية.
ونوهت الأميرة لولوه الفيصل بمجهودات القائمين على تنظيم المؤتمر من مختلف إدارات الجامعة وكلية الهندسة مشيرة إلى أن المؤتمر وسيلة لتأكيد أهمية التعليم عن بعد وأنه أداة تطوير في التعليم العالي والذي لاقى إقبالا شديدا من فئات المجتمع التعليمية والخدمية والطلابية الموزعة وفق فعاليات متنوعة أثراها تنوع الخبرات المشاركة من مختلف الجامعات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكدت حرص الجامعة على إقامة هذا المؤتمر سنويا للشباب لمعرفة آخر ما توصل إليه العالم في حقل التكنولوجيا التعليمية لأن الشباب هم ثروة هذه البلاد الذين يجب إفادتهم وتقديم كل ما هو مفيد في حقل التعليم لجميع شباب و شابات المجتمع لافتة في هذا الصدد إلى تضاعف عدد البرامج التي تدرس عبر شبكة الإنترنت والتعليم عن بعد حيث أصبحت النقلة النوعية لتجربة التعليم تقوّم بيئة التعلم العلمية المدعومة بنظام السحب الإلكتروني بنقل العملية التعليمية من التجربة الرسمية الحازمة إلى تجربة تعلم شخصية.
ومن جانبها ذكرت رئيسة جامعة عفت الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل أن تحويل التعليم نحو الاقتصاد المعرفي والسعي إليه مواءمة للعالم ومما يدلل على المضي في هذا السياق استقبال المؤتمر لأكثر من خمسين مشاركة من مختلف أنحاء العالم تنوعت بين محاضرات ألقاها نخبة من الأكاديميين التربويين الدوليين المختصين دوليا وإقليميا ومحليا في مجال التربية والتعليم والتقنية وورش عمل قدمها مدربون ذوو خبرة من أنحاء العالم كافة تتنوع موضوعاتها ما بين فوائد استعمال تقنية التعليم وعلى رأسها نظام السحب الإلكتروني.
ولفتت إلى أن قائمة المشاركين في المؤتمر شملت معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل كمتحدث رئيسي والدكتور فرانسيسكو مارموليقو من مجموعة البنك الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية وتوني سوينستون من رابطة إدارة محتوى المشروعات بالمملكة المتحدة والدكتورة سنّدي ل. غان مديرة مركز تطوير أعضاء هيئة التدريس وأستاذ مشارك في قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية في الشارقة (AUS).
وأضافت أن المؤتمر رصد مشاركات فاعلة من مختلف الجامعات العالمية والجهات المختلفة كمجموعة البنك الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية ورابطة إدارة محتوى المشروعات بالمملكة المتحدة وجامعات واشنطن وميامي وجامعة المركز الشمالي بالولايات المتحدة الأمريكية بالولايات المتحدة الأمريكية والجامعة الشمالية الغربية بقطر والجامعة الأردنية الألمانية بالأردن وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بالسعودية وقسم العلاقات الدولية بالمملكة المتحدة ومدرسة الأجيال المتطورة العالمية بالمملكة العربية السعودية وجامعة توكاي باليابان والجامعة التكنولوجيا الماليزية بماليزيا وجامعة جنوب أستراليا بأستراليا ومجلس طالبات جامعة عفت بالسعودية.
وسلط رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل في ورقة العمل التي قدمها خلال المؤتمر على موضوع التعليم الجامعي والتقنية والتعليم عن بعد منبها إلى الأهمية المتزايدة للمعلوماتية خلال نصف القرن الماضي ودمج التقنية بالتعليم ومسؤوليتِنَا تجاه الثورة المعلوماتية والاقتصاد المعرفي. وتحدثت خلال المؤتمر من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني الدكتورة صبرية جوهر وذلك في ورقة بعنوان “التقنية الرقمية في التعليم العالي ثورة محتملة” بينما تناولت البروفيسور آيا كينوشيتا من جامعة توكاي باليابان موضوع “المتاحف هي مختبرات التعلّم العالمية” والدكتور هانتر هوفمان من جامعة واشنطن موضوع “أحدث التطورات في الواقع الافتراضي” والدكتور محمد عبدالمطلب من جامعة ميامي موضوع “تصور الحاسب لنظام التعليم عن بعد” والدكتورة سندي لي غن مديرة كلية مركز التنمية موضوع”مطالب التعليم والتعلم مع التقنية في عالم متغير”. وتوّج المؤتمر أفضل ورقة عمل مقدمة والحاصلة على المركز الأول ضمن أكثر من خمسين ورقة عمل وكانت من نصيب الدكتورة باربرا دي ايلا من جامعة نورث سنترال بالولايات المتحدة الأمريكية.