يشهد المجتمع السعودي حراكاً متواصلا في قضايا تتعلق بحقوق المرأة فبعد إحباط حملة قيادة النساء للسيارات الشهر الماضي، تطل قضية الرياضة النسوية للطالبات برأسها بين فترة وأخرى، غير أن وزارة التربية والتعليم وقفت الى جانب طالبات المدارس في ممارسة حقهن في الرياضة، وظلت على مدى شهور عديدة تقاوم المتشددين الذين حاولوا إثناءها عن السماح بالرياضة النسوية للطالبات الذي دخل الى حيز التنفيذ حتى الآن في المدارس الأهلية فقط.
وتعكف وزارة التربية والتعليم في السعودية على افتتاح نحو 200 ناد موسمي للطالبات في جميع أرجاء المملكة العربية السعودية، حيث سيسمح لهن بممارسة أنشطة اللياقة الصحية المناسبة في هذه الأندية على الرغم من اعتراض وتمسك علماء الدين المتشددين برفض السماح بإدراج حصة اللياقة البدنية في مدارس البنات، بينما تمسك مسؤولو الوزارة بفتوى الشيخ عبد العزيز ابن باز، المفتي العام السابق للمملكة العربية السعودية الذي أشار إلى جواز ممارسة الرياضة وفق الضوابط الشرعية.
واعتمدت الوزارة المرافق الرياضية والصالات المغلقة ضمن المخططات الجديدة لبناء مدارس البنات في مراحلها التعليمية، كما سلمت حقيبة الإشراف على الأندية الموسمية الخاصة باللياقة الصحية لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم (تطوير) الذي يعمل على افتتاح نحو 610 أندية للبنين والبنات ويتولى صرف ميزانياتها المالية على ان يتم تخصيص نسبة تتراوح بين 25 و50 من العدد الإجمالي لأندية للطالبات.
وعلمت «البيان» من مصادر مطلعة ان وزارة التربية والتعليم ألزمت المدارس الأهلية بالزي الساتر والمحتشم عند ممارسة طالباتها أنشطة اللياقة الصحية، وذلك ضمن حزمة من الشروط والضوابط التي تأذن لهن بممارسة هذه الفعاليات التنشيطية. ويأتي سماح «التربية» لطالبات المدارس الأهلية بممارسة عدد من الأنشطة الرياضية التي تزيد من لياقتهن، ضمن برنامج اللياقة البدنية الخاص للفتيات، والاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية.
غير ان متشددين ممن يسمون بـ«المحتسبين» نظموا تجمعات احتجاجية عدة مرات أمام مقر وزارة التربية والتعليم احتجاجاً على قرار الوزارة بالسماح للمدارس الأهلية بإدراج حصة اللياقة البدنية في مدارس البنات، مطالبين الوزارة بوقف قرار إدراج حصة رياضية بجميع مدارس البنات لأنه «يتعارض مع عادات المجتمع»، وفق قولهم.
ومن ابرز مناهضي ممارسة البنات للرياضة في المدارس الشيخ عبدالكريم بن عبد الله الخضير عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء الذي افتى بحرمتها. وقال إنّ «الخطوة الأولى أن تلعب الرياضة مع الحشمة وفي محيط النساء، ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم عاقل غيور، فضلاً عن متدين».
ويؤيد فتوى الشيخ الخضير في تحريم رياضة البنات عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان حين سًئل عن إدخال الرياضة والتربية البدنية في مدارس البنات. فأجاب قائلا: «هذا لن يتم إن شاء الله، لأنه لا يجوز في الشرع تدريس الرياضة للبنات»، متسائلاً: «ما هي فائدة الرياضة للبنات؟ وماذا استفاد الأولاد بالرياضة؟ فكيف بالبنات؟».
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير التربية والتعليم، الأمير فيصل بن عبدالله حرص وزارته على تمكين مدارس الفتيات من ممارسة الرياضة للمحافظة على صحة الطالبات ووقايتهن من الأمراض الخطرة على أجسادهن، واصدر تعميماً لجميع إدارات التربية والتعليم في المملكة يقضي باعتماد جملة من الضوابط والاشتراطات، التي من شأنها تنظيم أنشطة اللياقة الصحية في مدارس البنات الأهلية فيما جاهرت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، كريمة ثاني ملوك السعودية بعد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، برأيها المدافع عن حق الفتيات السعوديات في ممارسة الرياضة، وشددت على أهمية السماح بممارسة الرياضة في مدارس البنات، معتبرة أن منعها بالصورة الحالية يعد مخالفاً للسيرة النبوية وأن من شأن ذلك المنع أن يؤدي إلى صرف أنظارهن إلى أمور غير أخلاقية.