كثر الحديث عن دار التربية بجازان، والمشكلات التي حصلت داخله ممّا شهد عدة قرارات وإعفاءات، ولكن الحال لم يتغيّر، حيث لا يزال التذمر والشكوى موجودين من الطرفين، المسؤولين في الدار يتّهمون بعض الساكنين بالدار باختلاق المشكلات والفوضوية، والأبناء يتّهمون المسؤولين بفرض قيود عليهم، وأن احتياجاتهم الأساسية لا يحصلون عليها كالنزهة الأسبوعية، واستقبال من يريدون داخل الدار.
المصادر قامت بجولة الى دار التربية الاجتماعية بدون تنسيق مسبق مع إدارة الدار، حيث تم الاتصال بهم قبل ساعة من زيارتنا من أجل السلام عليهم والالتقاء بالنزلاء، وقد رحب بنا مدير الدار خالد معافا.
وهناك قابلنا الابن رمزي 18 سنة يدرس بالصف الثالث الثانوي -أحد أبناء الدار- وأكد أنهم يحظون باهتمام كبير من المسؤولين عن الدار، وأن هناك تحريضًا من قبل الساكنين بالدار من أجل تخريب سمعة المشرفين، وتخريب الدار حتى يستطيعوا الخروج والرجوع على راحتهم.
وأضاف رمزي إنهم ينالون الاهتمام الكبير من المشرفين، وأن البرامج التي يتم تنفيذها لهم متميزة، وقال إن هناك بعض المشرفين يتحملون جزءًا من هذا الذي يحصل في الدار، فاختلاف طبيعة التعامل بين المشرفين تجعل التعامل مختلفًا، فمنهم مَن هو متساهل، ومنهم مَن هو شديد في تعامله مع الموجودين بالدار، ونحن نعرف أنهم لا يريدون إلاّ مصلحتنا من خلال شدتهم علينا.
وصادف وجودنا وجود الغداء، فألزم علينا مدير الدار بمشاركة الأبناء في تناول الغداء، وكانت فرصة لنا للتعرف على المطعم الذي يشتكي منه الأبناء باستمرار، فتفاجأنا عندما دخلنا للمطعم ووجدنا بوفيهًا مفتوحًا يوجد به كبسة بالدجاج، وأرز أبيض، وسمك، ونوعان من الايدامات، وبطيخ، وسلطات، يقف خلفها شيف متميّز، كان يعمل في أفضل المطاعم في مدينة جازان، فأكلنا منه مشاركين إخواننا وأبناءنا في الدار وسط تذمر منهم بأن الأكل غير جيد، فأستغربنا هذه الشكوى؛ لأنها مردودة عليهم.
ولكن، قال عيسى 14 سنة يدرس في الصف الأول المتوسط بأنهم يعلمون بأنكم ستحضرون فجهزوا هذا الأكل، فأخبرته بأنه لم يكن هناك أي تنسيق مع إدارة الدار، وأننا حضرنا بالصدفة من غير تنسيق مسبق.
وتحدث سعيد 15 سنة في الصف الثاني المتوسط، وحسين في الصف الثالث المتوسط، وفهد بالصف الاول المتوسط بأنهم غير مرتاحين لوضعهم في الدار، فهم يريدون زيادة مكافآتهم الشهرية، والقيام برحلات أسبوعية، وزيادة فترة الترفيه، وجلسنا معهم على طاولة الحوار فأفادهم مدير الدار خالد معافا بأن زيادة المكافآت ليست من عندهم، بل هي محددة من قبل الوزارة وتشمل كافة الأبناء في دور التربية على مستوى المملكة، يعطون جزءًا منها، ويبقى جزء منها للادّخار، أمّا الرحلات الترفيهية فإنهم يقومون بأخذهم في برامج أسبوعية سواء في مدينة جازان او خارج مدينة جازان.
وطلب منهم المعافا الانتظام في أداء الصلاة جماعة، وحضور حلقات القرآن، والمحافظة على الدوام في المدرسة، وسوف ينفذ كل مطالبهم.
وتحدث مصعب 15 سنة في معهد اللغة الإنجليزية، وهيثم في الصف الثاني المتوسط، وتوفيق في الصف الأول المتوسط بأنهم يريدون أن يفتحوا الصالة الرياضية والترفيهية لهم باستمرار، وكذلك الخيمة عندما يأتيهم الضيوف من زملائهم وحاجتهم لأجهزة حاسب آلي، فأفادهم المعافا أن الصالة مجهزة لهم، ومن أجلهم وهي تفتح لهم على أوقات محددة لكي لا تتعارض مع أوقات دراستهم، أو حصص التقوية، أو حلقات القرآن، أمّا الحاسب الآلي فقد تم تخريب معمل متكامل من قبل بعض الأبناء، والآن نحن بصدد تجهيز معمل متكامل سيكون للأبناء يتم تجهيزه خلال الفترة المقبلة بإذن الله، وقد وعد الأبناء بالانضباط بشرط تحقيق مطالبهم.
ثم أكملنا جولتنا على العيادة الطبية المجهزة في الدار على مدار الساعة، وكذلك الصالة الرياضية والترفيهية.
ويذكر أن وكيل إمارة منطقة جازان قد قام بجولة تفقدية لدار التربية، وأعجب بما شاهده من اهتمام بهذه الفئة الغالية على قلوبنا.