أكد أستاذ الصحة النفسية المشارك بجامعة طيبة الدكتور نايف بن محمد الحربي أن القلق مطلوب في أيام الاختبارات وهو خوف مفيد بشرط أن يكون معتدلاً، وأن معظم علماء النفس والتربية أكدوا على أن درجة مناسبة من القلق تدفع الطلبة نحو التعلم، فالقلق المعتدل يدفعهم إلى الاستذكار والاجتهاد وهو ما يسمّى بالقلق الدافع بينما القلق الزائد يؤدي إلى حالة من الانفكاك المعرفي والارتباك كما أن انعدام القلق يؤدّي إلى ضالة الإنجاز.
وأشار إلى أن هناك دراسات علمية تؤكد بأن قلق الاختبارات يشكل طاقة شعورية ولا شعورية للإنجازات العقلية التي تتيح تشكيل بصيرة الفرد وأهدافه أو قد يكون عائقًا للعملية العقلية الأكاديمية في ضوء حدته ومستوياته، وبهذا قد يكون قلق الاختبار في بعض الأحيان عاملاً مهمًّا من بين العوامل المعيقة للإنجاز العقلي والأكاديمي بين الطلبة في مختلف مستوياتهم الدراسية.
وأضاف الحربي إن من أسباب قلق الاختبارات تراكم الخبرات السابقة للطلاب في الامتحان كالإخفاق في اختبار أو مواجهة اختبار صعب، وتدني ثقته بنفسه والأفكار اللاعقلانية عن الاختبارات، ومزاجه واستعداده الوراثي للإصابة بالقلق بشكل عام، كما يلعب جو الاختبار دورًا في نشوء قلق الاختبار لدى الطلاب، موضحًا أن أعراض هذا النوع من القلق يتمثل في ارتباك الطالب أثناء وقت الاختبار، على الرغم من استعداده الجيد والمسبق للاختبار إلاّ أنه يقلق بشكل كبير، ويزداد هذا القلق كلما اقترب وقت الاختبار ممّا يؤدّي إلى انخفاض الأداء التحصيلى.
وأوضح أن الأسرة تلعب دورًا هامًّا في الحد من هذا القلق لدى الطالب من خلال تهيئة الأجواء الهادئة والمريحة قدر الإمكان داخل المنزل مع تشجيعه وتحفيزه على الدراسة، وإكسابه بعض المهارات الحياتية ومهارات إدارة الذات مثل مهارة إدارة الوقت وتنظيمه ومهارة الدراسة الفعالة وأسلوب حل المشكلات، وتزويده ببعض الإرشادات المساعدة في التعامل مع الاختبار، وإكسابه مهارات التفكير الإيجابي والعقلاني، وتعليمه مفهوم التفاؤل حول الحياة بشكل عام وحول الاختبارات بشكل خاص، وبعض إستراتيجيات الاسترخاء والسماح له بممارستها قبل وقت الاختبار بفترة قصيرة.
وبيّن الدكتور الحربي أن هناك عادات غير صحية في الاستذكار تؤدّي إلى ارتفاع قلق الاختبارات عند الطلبة كتأخير المذاكرة الجادة إلى ليلة الاختبار، والاعتماد على مجرد الحفظ، وعدم ربط الأفكار، والتفكير في الاضطرابات والمشكلات النفسية والاجتماعية، وعدم معرفة القدرات الذاتية، وعدم استخدام التلخيص وتحديد الأفكار الأساسية، كما أن الكثير من الطلبة يعاني من مشكلة السرحان والذي يمكن علاجها بتفادي النزاعات والخلافات الأسرية وتحفيز الطلبة على المذاكرة وتقوية رغبتهم فيها بالتشجيع وليس بالإرهاب أو التخويف لأنهما يولّدان القلق من المذاكرة الأمر الذي يسبب الهروب بالسرحان وبالتالي تأخر المستوى الدراسي ومن هنا يحدث قلق الاختبارات.
وأشار إلى أن هناك أسسًا وقواعدَ للاستذكار الجيد قبل الاختبارات يجب على الطلبة مراعاتها كمحاولة استرجاع المنهج بشكل سريع كرؤوس أقلام، والتركيز على بعض الموضوعات الهامة ليلة الاختبار، وعدم إجهاد الجسم والعقل أكثر من طاقته، وعدم استخدام المنبهات، واستخدام أسلوب الممارسة الموزعة عند القراءة بأن يجعلوا هناك فترات راحة عند الاسترجاع لا تتعدى 10دقائق ثم العودة إلى المراجعة مرة ثانية، مع تدوين بعض الموضوعات التي يودون استرجاعها من المذاكرة وبشكل سريع،
وأكد على بعض الخطوات وممارستها في ساحة المدرسة قبل دخول الطالب إلى قاعة الاختبار، ومنها تمارين التنفس العميق، حيث يقوم الطالب بأخذ كمية من الهواء عن طريق الأنف ونفخ منطقة البطن بهذا الهواء وليس الصدر وحبسه في منطقة البطن لمدة خمسة ثوان وإخراجه ببطئ من الفم، مع ذكر بعض الأدعية التي يمكن له قراءتها قبل الاختبار، والتي تسهم في إبعاد الأفكار والتوقعات السلبية المتعلقة بالاختبار عن الذهن في فترة ما قبل الاختبار.
27/05/2013
أكاديمي: القلق والخوف مفيدان للطلاب أثناء الاختبارات
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.m3llm.net/60081/